الكريكت.. لعبة صبيحة الجمعة في الساحات السعودية
يشهد عدد من الساحات الموجودة في مدينة الرياض تجمعات لممارسي لعبة "الكريكت" من الجاليات الآسيوية، التي تتوافد من مختلف أحياء المدينة ليمارسوا هوايتهم المفضلة في مباريات حماسية يقضون معها أوقاتاً من المتعة والتسلية في ساحات العاصمة خاصة في أيام الجمعة من كل أسبوع.
ولا تقتصر ممارسة اللعبة على وقت محدد من يوم الجمعة؛ فتارة تجدهم يمارسونها في الصباح الباكر فيما يفضل البعض الآخر أن تكون ممارستها في الليل.
وتعد ساحة ملعب الأمير فيصل بن فهد بالملز من أشهر المواقع التي تمارس فيها اللعبة وتتجه لها العمالة من مختلف أنحاء الرياض لممارسة هذه اللعبة، بالإضافة إلى الجسر المعلق الذي يشهد بالقرب منه حضوراً مكثفاً لمحبي اللعبة.
وتعتبر لعبة "الكريكت" من الألعاب الشعبية والمفضلة في كل من: باكستان، والهند، وتجد رواجاً كذلك في سريلانكا، وبنجلاديش، وبريطانيا، وجنوب إفريقيا، فيما يقدر عدد الدول التي تحظى في هذه اللعبة بشعبية واسعة 12 دولة.
وكثيراً ما يتابعها السعوديون في الشوارع والساحات لكن القلة منهم تعرف قوانينها وأسرارها كونها لا تحظى بأي متابعة أو اهتمام منهم.
"الرياضية" سلطت الضوء على لعبة "الكريكت" التي تجد رواجاً كبيراً بين عدد من الجاليات خاصة الآسيوية في العاصمة السعودية الرياض.
تعريف اللعبة
"الكريكت" رياضة جماعية يلعبها فريقان، في كل فريق أحد عشر لاعباً، تضرب فيها كرة بحجم قبضة اليد من قبل لاعب يدعى رامي الكرة، أما اللاعب الخصم الذي يدعى رجل المضرب فيحاول صدّ الكرة باستخدام مضرب نحيف شبيه بالمجذاف.
ويتركّز الانتباه أساساً حول علامتين تشكلان الأهداف تدعيان ويكيت (Wicket) وهما مجموعة من ثلاثة عُصِي متصلة (تسمى بالجذوع Stumps) يحاول رامي الكرة إصابتها لكي يوقع قطعتين خشبيتين اثنتان منها مثبتتان على الجذوع وتدعيان بالكفالتين.
ساحة اللعب
تتفاوت أبعاد ساحات لعب الكريكت من مكان إلى آخر، إلا أن الأبعاد الشائعة هي 137م للعرض و150م للطول، وتبلغ المسافة بين المرميين 22 ياردة (20,12م) في وسط الساحة، حيث يكونان متوازيين ومتقابلين.
ويبلغ عرض كل مرمى (22,9 سم) وتسمى المسافة بينهما بمسافة الرمي. وتكون الجذوع قريبة بعضها من بعض حتى لا تتمكن الكرة من المرور بين أي اثنين منها. أما ارتفاع الجذوع فيبلغ (71,1سم) ويبلغ طول كل عصا (11,1سم). وتستقر العصوان في أخاديد على قمة الجذوع ولا ترتفعان أكثر من (13 مم) فوق الجذوع.
وتستخدم الطباشير أو الجير الأبيض لعمل خطوط بيضاء لحدود معينة في الساحة. ويخترق أحد الخطوط الذي يبلغ طوله (2,46م) جذوع المرميين، على أن يكون الجذع الأوسط في منتصفه. ويحدد خط آخر مسافة (1,22م) للأمام، حيث يمتد لمسافة (1,83م) على أي من جانبي منتصف المرمى، غير أنه يعد غير محدد الطول. ومن نهايتي الخط المار بالمرمى يمتد خطان إلى الخط الآخر، وإلى الخلف لمسافة (1,22م) خلف الخط المار بالمرمى. ويجب على اللاعب تمرير الكرة وجزء من قدمه الأمامية خلف الخط الأمامي للمرمى، بينما يكون الجزء الخلفي من القدم بين الخطين.
استعداد مبكر
عند حضورك بالقرب من هذه الأماكن ستشاهد أن بعضاً منهم يحملون أدوات اللعبة، كما يقومون بتخطيط وتحديد مساحة الملعب بالجبس الأبيض ليتشابه في شكله وحجمه مع الملاعب التي تمارس فيها هذه اللعبة بشكل رسمي في بلدانهم، كما تجذبك طريقة وقوف اللاعبين على حدود الملعب، غير مبالين بوجود السيارات الواقفة أو بالأشخاص الذين يمرون حولهم، فكل واحد منهم يحتفظ في مخيلته بشكل الملعب الأساسي الذي تكسوه المسطحات الخضراء.
لجنة تحكيم
يؤكد أزرد خان سائق سيارة أجرة باكستاني يمارس لعبة الكريكت لـ"الرياضية" خلال ذهابنا إلى هناك، إن جميع اللاعبين يلتزمون بالحضور بشكل أسبوعي، إذ يتم تخصيص لاعبين لكـل مجموعة؛ يتم تسجيل اسم الفريق واسم لاعبيه عبر سجلات خاصة تحفظ لدى لجنة التحكيم التي تلتزم بتسجيل النتائج وكل ما يتعلق باللعبة، مشيراً إلى أن هذه اللجنة في العادة تتكون من مجموعة أشخاص من زملاء لهم يكونون في العادة من كبار السن، حيث يتم اختيارهم بالإجماع من قبل اللاعبين ورؤساء الفرق المشاركة في هذه اللعبة، كما أن اللاعبين المميزين لديهم يلتحقون بفرق الكريكت في بلدانهم.
وأضاف: أي لاعب ينوي التسجيل في فريق معين، لابد أن يخضع لاختبار للتعرف على مدى امتلاكه المهارات المطلوبة لهذه اللعبة، فإذا كان الفريق قوياً تكون شروط التحاقه بذلك الفريق أصعب، موضحاً أن لاعبي "الكريكت" يحصلون على حاجاتهم من محلات مخصصة في بيع ملابس اللعبة.
ولفت إلى أن بعضهم يعتاد القدوم من بلده ومعه مضربه الخاص؛ لأن أسعارها غالباً مرتفعة في السعودية، مشيراً إلى أن جميع اللاعبين يتفقون على مجموعة قوانين تتناسب مع المكان الذي يتم اللعب فيه، مؤكداً أن هذه القوانين وضعت خصيصاً للملاعب غير المهيأة لتطبيق قوانين اللعبة.
4 ساعات
من جهته، قال محمد سونيل عامل هندي يمارس اللعبة: "أحياناً نستخدم كرة التنس الأرضي في اللعبة كبديل عن نظيرتها الحقيقية، والتي تستخدم لـ "الكريكت" لتناسب اللعب على الإسفلت والملاعب الترابية".
وأوضح: "مباريات اللعبة تستمر نحو ثلاث أو أربع ساعات، بدءاً من بعد صلاة العصر يوم الجمعة حتى أذان صلاة المغرب وهو الوقت المخصص للتمارين، في حين يبدأ اللعب بشكل رسمي بعد العشاء".