المطوع يحذر من الأمطار والعوادم
أوضح الدكتور مبارك المطوع نائب رئيس الاتحاد السعودي للطب الرياضي أن تأثير الساعة البيولوجية نتيجة السفر بالطائرة يسبب ما يُعرف بـ "اضطراب الرحلات الجوية" أو الـ "جيت لاج" Jet lag.
وشدد المطوع على أن هذا التأثير لا يقتصر على الأداء الذهني فقط، وإنما يمتد إلى الأداء البدني، لذا ينبغي أن يؤخذ ذلك في الحسبان خاصة عندما يكون الهدف من السفر المشاركة في نشاط رياضي، مبيناً أن ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻺﻴﻘﺎﻉ ﺍﻟﻴﻭﻤﻲ ﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩﻱ ﻟﻠﻔﺭﺩ ﻭﺍﻟﻴﻘﻅﺔ، ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺍﻟﻠﻴل ﻭﺍﻟﻨﻭم ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺘﺘﺯﺍﻤﻥ ﻤﻊ ﺍﻹﻴﻘﺎﻉ ﺍﻟﻴﻭﻤﻲ ﻟﻠﻔﺭﺩ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟـﻙ، ﻀﻐﻁ الدم، والتركيز، وﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺠﺴﻡ، ﻭﺩﺭﺠﺔ الحرارة ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ، ﻭﻀﺭﺒﺎﺕ القلب وﺍﻟﻬﺭﻤﻭﻨﺎﺕ.
وبين الدكتور المطوع ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻭﻗﺎتاً ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻓﻀل ﺤﺎﻻﺘﻪ، وﻴﻌﺘﻘﺩ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻭﻥ ﺃﻥ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﺭﺒﺎﻙ ﺍﻹﻴﻘﺎﻉ ﺍﻟﻴﻭﻤﻲ ﻟﻠﻔﺭﺩ تؤدي ﺇﻟـﻰ ﺇﺭﺒﺎﻙ ﺇﻴﻘﺎﻋﻪ ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻲ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻡ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻤﻥ ﺇﻨﺴﺎﻥ إلى آخر، مشيراً إلى أن ذلك الإرباك يحدث من خلال ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻓﺘﺭﺍﺕ النوم واليقظة ﺃﻭ ﻤﻥ ﺨﻼل السفر ﺇﻟﻰ أماكن ﺃﺨﺭﻯ بفارق ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﺕ ﺍﻟﺯﻤﻨﻲ، ﻴﺯﻴﺩ ﺒﻤﻘﺩﺍﺭ ﺴﺎﻋﺘﻴﻥ ﺃﻭ أكثر ﻋﻤﺎ ﻓﻲ ﺒﻠﺩ المسافر، ﻤﺜل ﺍﻟﺴﻔﺭ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻘﺎﺭﺍﺕ.
وقال المطوع: ﺍﻟﺴﻔﺭ ﻓﻲ ﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ يسبب ﺘﻐﻴﻴﺭاً ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻭﻡ ﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩﻴﺔ ﻟﻼﻋﺏ ومن ثم ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻓﻲ ﺇﻴﻘﺎﻋﻪ ﺍﻟﻴﻭﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ لا ﻴﺘﺯﺍﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﻤﻊ ﺇﻴﻘﺎﻋﻪ ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻲ ﺍﻟﻤﻀـﺒﻭﻁ، ﺨﺎﺼﺔ ﻟﻤﺴﺎﻓات بعيدة. وأشار إلى أن ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻓﺭق ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﺕ ﻟﺴﺎﻋﺘﻴﻥ ﺃﻭ أكثر ﻴﺅﺜﺭ في الأداء ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ وﺇﺫﺍ كان ﻓاﺭﻕ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﺕ ﺜﻼﺙ ﺴﺎﻋﺎﺕ ﺃﻭ اكثر فإن ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ سيكون ﻭﺍﻀﺤﺎً ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺤﺼل ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻗﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﺕ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ، ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻭﺼـﻭل ﺇﻟﻰ ﺒﻠﺩ الفريق المنافس ﻗﺒل المباراة ﺒﻭﻗﺕ كافٍ.
وأضاف: ﻔﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻭﺠﻭﺩ ﻓﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﺕ ﻤﻘﺩاﺭﻩ 5 ﺴﺎﻋﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺘﻭﻗﻴﺕ اﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ وتايلاند، ﻓإنه ﻴﻠﺯﻡ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻗﺒل ﻓﺘﺭﺓ المباراة ﺒﺨﻤﺴﺔ ﺃﻴﺎﻡ على الأقل، وأضاف: "ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺃﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﺭﻕ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴـﺕ في الأداء ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ ﻴﻜﻭﻥ أكبر ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﺸﺭﻗﺎً ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﺎﻟﺴﻔﺭ ﺒﺎﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻐﺭﺏ".
وتابع: ﻔﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺤﻭل ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﻏﺭﺒـﺎً ﺃﻭ ﺸﺭﻗﺎً 3 ﺴﺎﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﻓﺭﻕ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴت، لوحظ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺴـﺎﻓﺭ ﻤـﻥ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺘﺨﺴﺭ ﻤﺒﺎﺭﻴﺎﺘﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ﺃﻥ ﺘﻭﻗﻴﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻅﻬـﺭ ﻟـﺩﻯ ﻓﺭﻕ ﺍﻟﺸﺭﻕ، ﺒﻴﻨﻤﺎ يكون ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺼﺒﺎﺤﺎً ﻟﺩﻯ ﻓﺭﻕ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺍﻟﻤﺘﻌﻭدة ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻠﻌـﺏ بعد ﺍﻟﻅﻬﺭ (العصر أو المساء)، ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻠﻌﺏ ﻓﺭﻕ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻓﻲ ﻀﻴﺎﻓﺔ ﻓﺭﻕ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺨﺴﺭ ﻤﺒﺎﺭﻴـﺎﺕ المساء أكثر، ﻷﻥ ﺘﻭﻗﻴﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻟﻔﺭﻕ ﺍﻟﻐﺭﺏ هو ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ مساء، وهو ما ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺴـﺎﻋﺔ ﻗـﺩ ﺘﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﻴﺔ ﻋﺸﺭﺓ مساء ﻟﻔﺭﻕ ﺍﻟﺸﺭﻕ.
وتطرق المطوع إلى الأجواء واختلافها بين السعودية وتايلاند وقال: الأجواء في تايلاند تختلف كلياً عن السعودية، ففي شهر مارس تبدأ درجة الحرارة في الارتفاع وتصل إلى 37 درجة مئوية مع رطوبة عالية ويصاحبها بعض الأمطار، وبالتالي سيكون لها تأثير في أداء لاعبي المنتخب السعودي البدني، لكن الميزة لدينا أن أغلب لاعبينا تعودوا على تغير المناخ لكبر مساحة السعودية وتنوع الطقس فيها.
وحذر المطوع من الأمطار خاصة أن اللاعب السعودي لم يتعود على اللعب في الأمطار الغزيرة، وقال: "بانكوك من العواصم المليئة بعوادم المصانع والسيارات وبالتالي الأجواء لن تكون صحية، لكن بإذن الله سيتغلب لاعبونا على كل هذه الأمور ويحققون نتيجة إيجابية".