صقور.. صقور.. صقور
لا شيء يعادل فرحة وطن.. هذا في عمق التركيبة النفسية للبشر.. الناس تعشق أوطانها إلى حد الهيام.. هذا كلام يعرفه الجميع.. كلام ملقى على الأرصفة.. ولا يمكن فتح جدال حوله أو عليه.. فاز الأخضر السعودي أمس.. عملاق القارة الكبير يمشي بطلاً واثقاً نحو إعادة ترتيب البيادق والأوراق.. سنوات والأوضاع الكروية في آسيا تعاني الشتات.. حينما وضع السعوديون أقدامهم على منصات المجد وأعلنوا رسمياً الوصول إلى مرحلة الأبطال تغير كل شيء.
صارت الألقاب تمر من هنا.. الذي يستطيع هزيمة السعوديين يكون قطع أكثر من ثلثي المشوار.. الذي ترميه أقداره في وجه اللاعبين المرتدين القمصان الخضر يكون في مأزق وورطة.. في العشر سنوات الأخيرة اختلت التوازنات.. بغياب الأخضر عن الواجهة، وغيابه عن الأمجاد فقدت آسيا بريقها وقوتها وجاذبيتها.. في التصفيات الحالية عاد الكثير من الألق.. عاد السعودي كما يعرفه الآسيويون كبيراً، شرساً، مهاباً.. ينتصر في الخارج كما لو كان بين عشاقه وجماهيره ومحبيه.. هذا ما حدث أمس في بانكوك.. تايلاند قهرت الأسترالي بتعادل إيجابي.. احتشد التايلانديون وراء الأفيال الآسيوية لعلهم يكررون الحكاية الأسترالية.. تايلاند ليس منتخباً يحسب له ألف حساب.. لكن كرة القدم لها حساباتها.. ليس صحيحاً دائما أن الكبار ينتصرون.. يحتفظ الصغار بلعبة المفاجآت.. هذه إحدى مزايا اللعبة الشعبية الأولى.. يخشى الكبار أن يتدخل الحظ.. يخشون أيضا من حماس مستضيفهم إذا تمازج مع صراخات المدرجات.. فاز السعودي بثلاثية لا تنسى، واقترب أكثر وأكثر من المونديال الروسي.. بدأت ملامح موسكو تظهر من بعيد.. بدأ السعوديون يتذكرون مشاركتهم العالمية.. بدأ الفرح يتسلل إلى قلوبهم.. بدا كل شيء على ما يرام.. يحتاجون الآن إلى الاستمرار على النهج نفسه، فالذين يجربون ويتذوقون الفرحة لا يريدون سواها بديلاً.
انتصر الوطن بشعاره الأخضر المحبب للنفس حينما يرتديه من يدافعون عن المملكة العربية السعودية.. حفظ الله الوطن ملكاً وحكومة وشعباً.. شعب يستحق الفرح والانتصار والعودة إلى المونديال.