ريبروف الخيار الأفضل.. وقضايانا محدودة
لا يقبل جمهور الأهلي بأقل من الكؤوس، مجرد المنافسة لا تكفي.. في قاموس "المجانين"، ليس هناك إلا تعريف واحد للنجاح، هو التتويج بالألقاب. في العامين الماضيين، كان لقدم الأهلي مكان ثابت على المنصات، بيد أنه في آخر بطولتين، فقد الأهلي فيهما بوصلة الفوز، فخسر بطولتي الدوري والكأس، وهو يطمح الآن بقوة إلى العودة إليهما.
يعول الأهلاويون على خبرة وليد معاذ، ابن عبد الرزاق معاذ الأهلاوي العريق، في مساندة الإدارة الأهلاوية الحالية في تصحيح المسار، والعودة إلى المنصات سريعًا.
بطل الموسم قبل الماضي، ما زال يملك أهم العناصر التي قادته للقمة، ويعتقد معًا أن العودة إليها، لن تكون مهمة صعبة، يعتقد أن "الأهلي في ظل وجود الأمير خالد بن عبد الله، قادر على تذليل كل الصعاب"، وأن كل الأمور في القلعة الخضراء تسير بشكل مثالي، على الرغم من خسارة الاتفاق الأولى، أو التعادل مع بيرسبوليس في الآسيوية، وفي الحوار الآتي مع وليد معاذ تفاصيل أخرى.
بدأتم الموسم بالتعاقد مع مدرب وثلاثة لاعبين أجانب.. كيف كان التجهيز لهذا الملف؟
مع نهاية الموسم الماضي، كانت الصورة واضحة لصناع القرار في الأهلي، وعليه كان من البديهي استحداث مجموعة عمل، هدفها الأساسي مساعدة صانع القرار للوصول إلى خيارات تصنع الفارق وتحقق الريادة المستهدفة على المستويين المحلي والقاري، وكانت هذه المجموعة هي النواة الأساسية للجنة الفنية ومجموعة العمل في النادي الأهلي، مؤمنة بأن اتباع قواعد العمل المؤسسي في هذا الملف سوف يحسن جودة ونوعية الخيارات، وهو ما كان في التعاقد مع مدرب مميز ولاعبين أجانب مميزين.
كيف نجحتم في حسم ملف التعاقدات دون تعثر مالي، على الرغم من عدم وجود راعٍ؟
أستطيع أن ألخص الأسباب في ثلاثة عناصر أساسية:
أولًا: دعم الأمير خالد بن عبد الله، ونوعية الدعم الذي يعلمه الكثير هو الدعم المالي، ولكن هناك جوانب أخرى لا تأخذ نفس المساحة من التغطية، وهي الدعم المعنوي ومساندة كل العاملين في النادي في كافة المستويات، وتقديم النصيحة والمشورة التي تصدر من شخص خبير بأدق التفاصيل في القطاع الرياضي، من نصائح ذات قيمة وفائدة كبيرة.
ثانيًا: إدارة طموحة، فمنذ اليوم الأول رسم الأمير فهد بن خالد رئيس النادي أهدافًا طموحة لكل أعضاء مجلس الإدارة، بما في ذلك قطاع كرة القدم، وفِي ظل هذه الاستراتيجية الطموحة، كانت الإدارة تتغلب على كافة العقبات والتحديات.
ثالثًا: إدارة مالية متميزة، فمنذ قرار إلغاء عقد رعاية مجموعة الخطوط القطرية، والأمير فيصل بن خالد بن عبد الله يعمل على مدار الساعة مع كل الداعمين لتوفير الدعم المطلوب وإتمام كافة الالتزامات المالية؛ وهو ما تحقق بنجاح منقطع النظير.
هل هناك عروض جديدة مع شركات لرعاية النادي؟
منذ قرار إلغاء الشراكة مع الخطوط القطرية، كانت مجموعة العمل في الهيئة المالية ومجلس الإدارة أمام خيارين: الأول البحث عن خيارات سريعة وبشكل متعجل لسد الفراغ، والحصول على مداخيل مالية تخفف الأعباء الكبيرة عن الداعمين. والثاني إعطاء الملف حقه من الدراسة والبحث عن شراكة استراتيجية حقيقية، تحقق وفرة في مداخيل النادي واستمرارية النادي في مستوى عال من الريادة في الرعايات الرياضية، وكان من البديهي وبعد ثلاثة مواسم من التميز في الجوانب الاستثمارية، أن يختار رئيس الهيئة المالية الخيار الذي يحقق فائدة أكبر للنادي، وهو ما وجد أعلى درجات الدعم والمساندة من رئيس مجلس الإدارة، وعليه فإن مجموعة العمل تبحث عددًا من الخيارات على مختلف المستويات للوصول إلى باقة متميزة من الرعايات تحقق الأهداف المرسومة.
ـ هل هناك أي التزامات أو قضايا على النادي في محكمة الـ"كاس" أو لجنة الاحتراف المحلية؟
عدد محدود ولله الحمد، ودائمًا وجد هذا الملف رعاية مباشرة من الأمير خالد بن عبد الله؛ ما تسبب في التعامل معه بنجاح فائق، وتم إنهاء كافة القضايا التي صدرت فيها أحكام نهائية، وكذلك اتخاذ الإجراءات الوقائية الممكنة التي تساهم في عدم حدوث أي مطالبات قضائية مستقبلية؛ فمجموعة العمل في الهيئة القانونية المتمثّلة في المحامي أحمد بامعوضة مدير الاحتراف وشؤون اللاعبين، والمستشار مصطفى الحبيب نائب رئيس الهيئة القانونية، والمستشار محمد هارون، وكانت وما زالت مجموعة عمل مميزة أعتز كثيرًا بالتجربة الثرية والنجاحات التي تحققت معها خلال السنوات الماضية.
ـ عملت في قضايا الأهلي القانونية.. والآن أنت نائب رئيس النادي.. هل العمل في الأندية مرهق خاصة في نادي مثل الأهلي؟
القيام والعمل والخدمة العامة من خلال الكيانات الرياضية المحلية شرف أعتز به كثيرًا، ومن المعلوم أن العمل في نادي بحجم الأهلي يتطلب مجهودًا استثنائيًّا على مدار الساعة، وبفضل الله ومن ثم مجموعة العمل المتميزة التي معنا، نحن قادرون على تقديم الحد المطلوب، والذي تواكب مع نادٍ بحجم النادي الأهلي والتغلب على الإرهاق.
تنسيق مستمر
ـ هل هناك تنسيق بين الإدارة والهيئة المالية لحل الإشكاليات وتوفير المتطلبات المالية للتعاقدات؟
التوصيف الأمثل هو وجود شراكة مثمرة ومستمرة بين مجلس الإدارة والهيئة المالية؛ ما ساهم في الوصول إلى تعاقدات مميزة خلال فترة الانتقالات الصيفية للموسم الرياضي الجاري، وأتوقع إدارة مالية مميزة في سنة استثنائية للنادي الأهلي.
ـ بعد شهرين من عملك في إدارة الأهلي.. هل ترى أنك بدأت في العمل بشكل إيجابي؟
حتى يكون التقييم صحيحًا لعمل هذه الإدارة، الموسم الرياضي هو كتلة واحدة، لا يمكن أن يتجزأ. وحتى نعلم أن بداية الموسم إيجابية يجب أن ننتظر حصاد هذا الموسم والجماهير هي التي تستطيع تقييم نوعية وجودة العمل في آخر الموسم. ونحن في إدارة النادي وضعنا استراتيجية عمل نسير بها ونجتهد؛ لكي نقدم عملًا يرضي كل محبي وعشاق النادي، وأي عمل ناجح يكون بتعاون الجميع حتى يكون النجاح في تحقيق البطولات بعد توفيق الله أولًا وأخيرًا.
ـ الألعاب المختلفة شهدت في الموسم الماضي تراجعًا كبيرًا، والبعد عن البطولات.. هل وضعتم خارطة طريق لعودة الألعاب المختلفة للبطولات؟
أي عمل هو حصيلة عمل تراكمي، والحالة التي عليها الألعاب المختلفة لا تتواكب مع طموحات الجماهير والقائمين على النادي الأهلي لأسباب كثيرة، وعليه يجب العمل على خطين: طويل المدى يضمن عودة الريادة المعروفة عن النادي الأهلي، وقصير المدى وهو العمل على تحسين النتائج مقارنة بالموسم الماضي، وبدأ إنفاذ خطط تحقيق هذا الأمر، ونحن في مجلس الإدارة نلاحظ بإعجاب شديد المجهودات التي يقوم بها عبد الله القنب الأمين العام للنادي، والدكتور ياسر محروس المشرف العام للألعاب المختلفة، وخلال الفترة الماضية كان الدكتور ياسر محروس يعمل على مدار الساعة لتحقيق الريادة في هذا الملف، وأتوقع أن يحقق الأهداف المرسومة من الإدارة في نهاية الموسم الجاري.
ـ جماهير الأهلي كانت عاتبة على إدارة النادي؛ بسبب التأخر في التعاقدات مع اللاعبين الأجانب.. فما هو السبب؟
من الواجب احترام وتقدير مشاعر ورغبات الجماهير، وذلك يتطلب قبول العتب بصدر رحب ودراسة أسبابه بجدية والعمل على تجنبها، ولكن من باب الأمانة يجب أن يتم إيضاح بعض الحقائق، فعند البحث عن عناصر مميزة من لاعبين ومدربين، يحتاج هذا الأمر إلى المرور بعدد من المراحل، تتلخص في أربعة أمور: دراسة الاحتياجات، تحديد الخيارات، ومرحلة المفاوضات، ومرحلة التعاقد، وكل مرحلة لها متطلباتها التي تحتاج إلى عناية فائقة، ومع كل الخيارات المطروحة، كانت هناك منافسة حقيقية من أندية أخرى، ناهيك عن أنه عندما تطرق باب أحد الأندية وتطلب أحد أهم عناصر الفريق، فلن يكون هذا خبرًا سعيدًا للإدارة أو الطاقم الفني في هذا الفريق، ودائمًا سيكون هناك تحدٍّ يحتاج إلى نفس طويل؛ للوصول إلى إغلاق الملف، وكل حالة أو صفقة لها متطلبها، ومن النادر أن تجد حالتين متشابهتين، والنتيجة هي أيًّا كانت الخيارات المطروحة أمام النادي يتطلب ذلك صبرًا وانضباطًا انفعاليًّا، يعزل المفاوض عن التحديات والضغوط الجماهيرية.
بداية محبطة
الخسارة في افتتاح الدوري أمام الاتفاق.. هل كانت محبطة؟
رفاهية الإحباط، أمر غير متاح عند العمل في النادي الأهلي، بعد الخسارة تم دارسة الأسباب والعمل على تلافي مسببات الخسارة، والعودة إلى الخط الصحيح، والحمد لله كان الفوز على الفتح مهمًّا معنويًّا، وبالتأكيد هذا الفوز لا يعني أن الفريق وصل لأفضل حالاته، بل يحتاج الجهاز الفني إلى وقت لإيجاد فريق مميز، ولكن لمسات المدرب ريبروف بدأت تظهر بشكل إيجابي.
ـ معسكر الفريق في النمسا.. هل كان ناجحًا؟ وبعد جولتين من الدوري.. هل أنتم راضون عن عمل المدرب ريبروف؟
ساهم معسكر النمسا في وضع أسس العمل الفني للفريق خلال الموسم الرياضي الجاري، وأعتقد أنه ـ بفضل من الله ـ حقق نسبة كبيرة من أهدافه، وفيما يخص المدرب ريبروف هو من مدربي النخبة في أوروبا، وصاحب نجاحات متميزة خلال مسيرته الرياضية لاعبًا دوليًّا متميزًا في منتخب أوكرانيا، أو عند قيادة فريق دينموكيف مديرًا فنيًّا للفريق، وعليه ـ وبحكم قربي منه ـ خلال الفترة الماضية، عندي قناعة أنه الخيار الأمثل للفريق خلال المرحلة المقبلة، ولن يكون من الحكمة ربط القناعة بعمل المدرب من خلال نتائج جولتين فقط.
ـ في الموسم الماضي عانى الفريق من تكرار الإصابات.. وبعضهم يطالب بالتعاقد مع جهاز طبي جديد لحل هذه المشكلة؟
للأسف الإصابات هي جزء من كرة القدم يستحيل إقصاؤه، مسألة التعامل مع الإصابات الرياضية تطلب عملًا يبدأ من أداء التدريبات بالشكل المطلوب، ومن ثم القيام بالاستشفاء بشكل مستمر، ومن ثم اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تقلل فرص حدوث الإصابة، واتباع نظام حمية منضبطة تحقق للاعب أفضل الفرص للبعد عن الإصابة، وعليه يكون من الظلم ربط الإصابة بالجهاز الطبي، بمعزل عن العناصر الأخرى، وعلى الرغم من ذلك، ولضمان توفير أفضل رعاية طبية ممكنة للفريق، تم التعاقد مع الدكتور حاتم جمعة لقيادة الجهاز الطبي في النادي الأهلي، وهو الشخصية ذات الخبرة المميزة في هذا المجال، وأحد أبرز القامات في مجال الطب الرياضي في الرياضة التونسية.
ـ هل ترى أن الفريق قادر على المنافسة على البطولات هذا الموسم؟
نعم.. إن شاء الله تعالى، هذا هو الهدف الذي نسعى إليه بكل قوة، وإن شاء الله ينعكس واقعًا يرصده محبو النادي الأهلي.
ـ متى يمكن الحكم على عمل المدرب ونجاحه؟
من غير المنصف تقييم مدرب من خلال عدة مباريات، المدرب جديد على المنطقة والدوري السعودي، ويحتاج إلى وقت حتى يتأقلم اللاعبون على طريقة لعبه وفلسفته التدريبية، خاصة بعد أن تعود اللاعبون على طريقة المدرب جروس لثلاثة مواسم متتالية، وأتمنى من منسوبي الأسرة الأهلاوية دعم المدرب وإعطاءه الفرصة اللازمة لتحقيق النجاح المطلوب.
ـ الجميع اتفق على نجاح صفقتي البرازيليين ليوناردو وكلاوديمير، وفي المقابل يجد النيجيري أبوابونا انتقادات منهم رغم أنه لم يلعب مع الفريق حتى الآن؟
طموحات المشجع الأهلاوي دائمًا تتطلع لانتداب أفضل الأسماء التي تخدم الفريق في مختلف الاستحقاقات، وعليه كانت تمني النفس بأسماء أخرى في خانة متوسط الدفاع، ولكن الحكم على لاعب دون خضوعه لاختبار حقيقي أمر عاطفي، متفهم أن اللاعب النيجيري أبوابونا في تقييم عدد من الجماهير ليس لديه نفس البريق أو الشهرة التي يحملها ليوناردو أو كلاوديمير، ولكن مشاركة اللاعب مع المنتخب النيجيري لأكثر من 40 مباراة له دلائل إيجابية، سنعطي اللاعب فرصة لتقديم كل ما لديه، ثم نقرر هل اللاعب النيجيري هو الخيار الذي يحقق الأهداف المطلوبة من عدمه.
ـ قرار زيادة اللاعبين الأجانب إلى ستة لاعبين.. هل هو مفيد فنيًّا أم سيتسبب في عبء مالي للأندية؟
من الصعب الحكم على القرار الآن، وأعتقد أن الوسط الرياضي في نهاية الموسم الجاري، سيكون لديه ما يكفي لمعرفة انعكاسات هذا القرار.
ـ هل تناقشون المدرب ريبروف في القرارات المهمة؟
نعم هناك تنسيق مستمر بين الإدارة والمدرب بشكل يضمن نجاح الفريق، ودون التدخل بشكل متجاوز في الجوانب الفنية، التي هي من صميم اختصاصاته.
ـ كيف تجد الدعم الذي يقدمه الأمير خالد بن عبد الله للنادي؟
هو أهم نجاح بمنظومة العمل في النادي الأهلي، والسند ـ بعد الله تعالى ـ في كل المنجزات التي تحققت خلال العقدين الماضيين في النادي، والتي جاءت استمرارًا لمسيرة متميزة في خدمة رياضة الوطن.
ـ كيف تقيم عمل الأمير فهد بن خالد رئيس النادي وزملائك أعضاء مجلس الإدارة؟
كلما اقتربت من الأمير فهد بن خالد، زاد ارتباطك به، فهو من أكثر الرجال نبلًا، ويعمل للمجموعة أكثر من نفسه، وليست المرة الأولى التي أعمل فيها تحت إدارته، ولكن كنت محظوظًا هذه المرة في أنه منحني الثقة لأكون نائبًا له، وهذه مسؤولية كبيرة أتمنى أن أكون أهلًا لها، وعندي ثقة أنه الشخصية الأنسب لقيادة الأهلي.
ـ كيف تجد حضور الأمير فيصل بن خالد بن عبد الله في النادي؟
فيصل بن خالد بالنسبة لي شخصيًّا هو الأخ والصديق والسند، وهو التجسيد الأجمل لمستقبل الأهلي، وحجر الزاوية في هذه المعادلة، والامتداد الطبيعي لرعاية الأمير خالد بن عبد الله، وصورة الأهلي في ذهن فيصل بن خالد جميلة لدرجة تجبرك في أسوأ الظروف على تحمل كل التحديات للوصول إلى هذه الصورة، جوانب وملفات كثيرة يعمل عليها على مدار الساعة، ويرفض حتى الشكر من أقرب المقربين له عند أي إنجاز، تجده أقرب الناس إليك في كل وقت ويؤثرك على نفسه.
قرارات مهمة
ـ هل تستفيدون من انتقادات جمهور الأهلي؟
الجماهير الأهلاوية هي المالك الحقيقي للنادي، والدرع التي تحمي هذا الكيان في كل الأوقات، والاستماع لانتقاداتهم واجب يجب الالتزام به، صوتهم مسموع ونقدهم مرحب به دائمًا. شخصيًّا كل انتقاد يصل إليَّ يجد العناية ويؤخذ بجدية.
ـ قرارات المدرب ريبروف في إبعاد بعض اللاعبين.. هل تتناقشون معه؟
العمل في آخر المطاف شراكة، وأي قرار جوهري مثل استبعاد بعض اللاعبين يخضع لنقاش؛ لفهم أسباب وحيثيات القرار، ومتى ما اقتنعنا بالأسباب يتم دعم القرار، وإذا كانت لدينا قناعات مختلفة تعرض على المدرب بشكل حضاري، ومن ثم يمنح المساحة الكافية بعد ذلك لاتخاذ قراره.