متى يعتزل الممثل؟!
لاعب كرة القدم حياته قصيرة في الملاعب.. فعندما يبلغ الخامسة والثلاثين عامًا ويبدأ مستواه في التراجع شيئًا فشيئًا.. توجه سهام النقد إليه وصيحات الجمهور تحيط به وأينما يجلس يتردد على مسامعه “طراطيش” كلام.. “متى يعتزل هذا؟”.. سرعان ما يستجيب اللاعب مهما بلغ من نجومية ويعلن اعتزاله متحسرًا على سنوات قضاها على المستطيل الأخضر..
اللاعب في سن الخامسة والثلاثين عامًا يسمى “عجوزًا”.. فيما الممثل في هذا العمر يطلق عليه “ريعان الشباب”.. وتبدأ انطلاقته الحقيقية..
اللاعب عمره في الملاعب لا يتخطى 20 عامًا.. ولكن الممثل “عايش يومه” ويظلّ أمام الكاميرات بطلته البهية.. ويتعايش معه الجمهور منذ أن كان طفلاً، ويشاطرونه عمره لحين أن يملأ الشعر الأبيض رأسه والتجاعيد وجهه ويظل صامدًا، فكلمة اعتزال ليست في قاموسه.. ولا يجرؤ أحد أن يقول له “ليش ما تعتزل”؟.. حتى وإن قلّ عطاؤه أو خفت موهبته، فالرحيل ليس الحل..
ما دعا إلى ذلك هي المستويات المتواضعة التي يقدمها عبد الله السدحان في مسلسل بدون فلتر، ويأتي امتدادًا لما قدمه في السنوات الأخيرة من أعمال “فقيرة فنيًّا”.. وليس السدحان الذي بلغ الستين من عمره وحده، بل إن زميله راشد الشمراني لا يرغب في الاعتزال ويقدم عطاءات لا تواكب تاريخه..
غيرهم الكثير من النجوم الذين لا يريدون أن يصدقوا بأن الغالبية من المشاهدين لم تعد لديهم الرغبة في رؤيتهم كممثلين.. إذًا متى يعتزلون؟! أو لماذا لا يتركون الساحة ويحافظون على إرثهم الفني؟.