جوال (فيفا)
مبهر هذا الـ "فيفا" بتنظيمه وحرصه على أدق التفاصيل، فقد كانت الاحترافية عالية في كل شيء قبل أن أبدأ رحلتي إلى "جنوب أفريقيا" حيث كانت المخاطبات تغطي كل شؤون المونديال، فهناك نموذج لطلب تذاكر المباريات التي أود حضورها وآخر لمقاسات ملابسي وثالث لجدول الرحلة ورابع وخامس وعاشر، كلها تصب في هدف واحد هو التنظيم الدقيق لكل مراحل الرحلة من الرياض إلى الرياض. وقد رددت كثيراً مقولة أن "فيفا" أخذ من بلد المقر "سويسرا" دقة الساعات السويسرية فأصبح دقيقاً مثلها وأكثر.
لن أتحدث عن الرحلة المريحة والاستقبال الرائع والحجوزات المنظمة والتذاكر التي أستلمها يوم المباراة لأجد اسمي مكتوباً على كرسي محدد في المقصورة ولا عن جهاز اللابتوب الحديث الذي أعدته لهم لأنني أحمل جهازي الذي لا يفارقني، ولكنني سأتحدث عن فكرة قابلة للتطبيق في الاتحادات السعودية والشركات العملاقة، وهي "جوال فيفا".
حيث تسلمت فور وصولي جهاز محمول من إحدى الشركات الراعية لكأس العالم، ملصق عليه اسمي ورقم الجوال (+27832010921)، ولاحظوا الرقم 2010 حيث يرمز لكأس العالم، فما عليّ سوى أن أخبر من يعمل خارج منظومة كأس العالم بأن رقمي 921 ليعرف الباقي، أما العاملون في "فيفا" فجميع أرقامهم وأسمائهم مخزنة في هذا الجهاز الذي سأعيده بنهاية البطولة، علماً بأن جميع المكالمات المحلية مجانية مع حجب الصفر الدولي، وقد سهل هذا الجوال عملي بشكل كبير حيث أستطيع التواصل مع من أريد من أفراد عائلة "فيفا" بمجرد معرفة الاسم، وهي فكرة تستحق مقال كتبته لسببين رئيسين.
الأول: أن كثيراً من العاملين في الاتحادات الرياضية والشركات وغيرها يستخدمون جوالاتهم الخاصة لأغراض العمل مما ينجم عنه تزايد كبير في فواتيرهم لا تعوضهم عنه تلك الجهات التي يعملون لديها، وقد اقترحت على مديرنا التنفيذي في هيئة دوري المحترفين أن يمنح العاملين فيها أجهزة وأرقاماً يفترض أن تتبرع بها "زين" كجزء من برنامج الرعاية، خصوصاً الموظفين الذين تتأثر دخولهم بارتفاع فاتورة الجوال، ولكن الاقتراح لم يرَ النور بعد وأملي أن تعمم الفكرة على جميع الشركات والدوائر لأن أغلب العاملين فيها بحاجة إلى توفير قيمة مكالمات العمل للإنفاق على احتياجات الحياة الضرورية.
والسبب الثاني: أن نظام البريد الصوتي في شركة الاتصالات السعودية الموقرة تعطل لسبب مجهول، فلم أعد قادراً على استعادة الرسائل التي بلغت الحد الأعلى فأقفل صندوق المراسلات وانقطعت علاقتي بالوطن، فلم يعد أمامي سوى وضع الرقم في المقال لأتمكن من القيام بواجبي وخدمة الزملاء الإعلاميين الذين كنت أتمنى تواجدهم في قلب الحدث، ولكنني أتشرف بأن أكون عينهم وأذنهم ولسانهم فما الموضوعات التي تريدون أن أركز عليها في المقالات المقبلة؟ .. وعلى منصات التواصل نلتقي.