بلاتيني
بناء على طلبكم أبدأ بالأسطورة الفرنسية "ميشيل بلاتيني" الذي التقيته للمرة الأولى في مؤتمر (فيفا) 2007 في سيدني - أستراليا، حيث وصل الوفد السعودي مبكراً لمقر المؤتمر وكان النجم السابق يقف على المسرح فأسرعت بالسلام عليه قائلاً: إنك السبب في تشجيعي للسيدة العجوز، فقال مبتسماً: أرجو ألا تكون نادماً على اختيارك بعد فضيحة التلاعب بالمباريات؟ فأعربت عن عدم ثقتي في العدالة الإيطالية التي قست على "يوفنتوس" وتساهلت مع أندية أخرى تتمتع بقوة المال والسلطة.
وجاء اللقاء الثاني في "زيوريخ" كعضوين في اللجنة المنظمة لكأس العالم، حينها أخبرته بتأييدي لفكرته الرائدة بوضع حكم إضافي خلف كل مرمى لمراقبة حالات (ضربة الجزاء، الاعتداء، تجاوز الكرة لخط المرمى)، مشيراً إلى الفارق الذي يحققه صانع القرار الرياضي إذا كان يتمتع بالحس والدراية والخبرة. فقال "بلاتيني": إنني سأحاول تطوير كرة القدم الأوروبية على أمل أن يتبع الاتحاد الدولي خطوات مماثلة. فأخبرته بفكرة طرحتها مرة على رئيس الاتحاد الدولي "جوزيف بلاتر" في مؤتمر (فيفا) 2001 في بوينس آيرس-الأرجنتين، وأخرى في مؤتمر "القادة في كرة القدم" 2008 في لندن - المملكة المتحدة، وعبرت عنه أكثر من مرة في الإعلام المرئي والمقروء، والفكرة باختصار: أن يمنح قائد الفريق حق إيقاف المباراة مرة واحدة لمراجعة قرار الحكم بالإعادة التلفزيونية، فإن كان الحكم مخطئاً يحتفظ الكابتن بحقه مرة أخرى وأخيرة، وإن كان قرار الحكم صحيحاً يفقد الكابتن حقه في تلك المباراة، بمعنى أن الحد الأقصى لإيقاف المباراة هو أربع مرات. ففوجئت بالنجم الذهبي يقول: إن حجة (فيفا) بالتخوف من توقف المباراة واهية، حيث يتوقف اللعب مراراً بسبب الإصابات ومحاولة إضاعة الوقت.
وجاءت "جنوب أفريقيا" لتجمعني بالنجم الأسطوري على مدار أربعين يوماً أكدت أن "بلاتيني" يحمل رؤية فنية ستنعكس إيجاباً على كرة القدم العالمية، ففي اجتماع اللجنة اعترض على آلية التصويت لنجوم المباريات والبطولة بإعطاء وزن كبير للجماهير، فوافقه أغلب الأعضاء، وأيدت مستشهداً بفوز نجم سعودي بلقب أفضل لاعب في المجموعة التي ضمت أسبانيا وأوكرانيا في كأس العالم2006، كما أعجبني تواضعه حين قال للنجم السعودي "سامي الجابر": أنت أفضل مني حيث شاركت في بطولات عالم أكثر مني، فكان سامي ذكياً وهو يقول: يشرفني أن يأتي هذا الإطراء من أحد أهم رموز كرة القدم.
كانت أغلب توقعات "بلاتيني" صحيحة للمباريات العشرين التي حضرناها سوياً، مما يؤكد رؤيته الثاقبة التي ستنعكس على الكرة الأوروبية، فتذكرت الصديق"فيصل العبدالهادي" الذي يكثر التوقعات، فإن صابت ذكرنا بها وإن خابت تناساها، وتوقعاته تتجاوز المباريات لتشمل التنبؤ بالمستقبل الوظيفي، وتماشياً مع موجة "عزيزي" على البلاكبيري أقول: عزيزي "فيصل" بخصوص توقعاتك الكثيرة .. الإخطبوط "بول" مثلا؟ .. وعلى منصات الأسطورة المقبلة نلتقي.