2010-10-23 | 18:00 مقالات

سنعود .. فهل نتعلم؟

مشاركة الخبر      

تحقق ما توقعت، فضاع الحلم السعودي وأصبح النهائي الآسيوي "كوري ـ إيراني"، ولم يكن توقعي مجرد تخمين اعتباطي معاكس للتيار، ولكنه مبني على معرفتي بثقافة النجم السعودي الذي لا زال يجهل أبجديات الذكاء الكروي في التعامل مع المباريات الحاسمة، ولذلك توالت النكسات من المنتخب في نهائي القارة 2007 أمام العراق، حيث لم نحسن استغلال انفلات أعصاب الأشقاء، ثم مباراتي كوريا الشمالية والبحرين اللتين خسرنا بموجبهما التأهل لكأس العالم، حيث فشلنا في التسجيل بالمباراة الأولى، وكان الفشل أكبر بالمباراة الثانية حيث لم نحافظ على تقدمنا بالثواني الأخيرة، أما على مستوى الأندية فالاتفاق والنصر في نهائي الخليج والاتحاد في نهائي آسيا، ثم كان الإخفاق الهلالي متواصلاً لعامين أمام أم صلال القطري وسبهان الإيراني أمام سبعين ألف هلالي، وقد أكمل الشباب عقد الفشل في كوريا.
سنعود في الموسم المقبل بأربعة فرسان(تمكنت هيئة دوري المحترفين بالتعاون مع الأندية في حجز أربعة مقاعد)، وأتوقع أن تصل الفرق السعودية لأدوار متقدمة، ولكن إذا لم تتطور عقلية النجم السعودي فسنخرج بخفي حنين من المحفل الآسيوي الكبير، وربما تحمل دورة الخليج في اليمن وكأس آسيا في الدوحة أخباراً مشابهة لأننا نكرر نفس الأخطاء التي تحدثت عنها في هذه الزاوية مراراً وتكراراً.
مربع النجاح والفشل في كرة القدم(الجهاز الفني، الجهاز الطبي، الجهاز الإداري، اللاعبون)، يشتركون في المسؤولية بنسب متفاوتة، فاختيار التشكيل المناسب والتبديلات مسؤولية أخفق فيها جريتس وفوساتي، فليس هناك مبرر للعب بـ(4-4-2) أو (5-3-2) والمباراتان تحتاجان(4-5-1)، ولا أفهم لماذا يلعب ياسر مصاباً ويستبعد ولهامسون، ولن أسامح فوساتي على تأخير مشاركة عطيف. أما على الصعيد الطبي فتكرر الإصابات وضعف اللياقة مشكلة لا تخفى على أحد، والإدارة الهلالية أخطأت بالتردد في موضوع المدرب، وكنت أتمنى أن توافق على رأي الجابر في التعاقد مع كالديرون في الصيف، بدلاً مع الاستمرار مع مدرب قلبه في المغرب، والإدارة الشبابية أخطأت بكثرة التشاور مع المدرب، حيث أعترف الرئيس بأنه يقضي ساعات يناقش فيها المدرب وهو بحاجة لقضائها في تجهيز الفريق. ليبقى النجوم بفكرهم القاصر أكثر المسؤولين عن الإخفاق، وعلينا العمل جاهدين لرفع ثقافة اللاعب السعودي أو ننتظر مزيداً من الإخفاق.
أختم بما بدأت به متوقعاً عودة الكرة السعودية للمنافسة على زعامة القارة، لكنني أتوقع أيضاً أن تخفق في الأمتار الأخيرة، وكأنني أستعيد صورة العداء السعودي "هادي صوعان" يخسر الذهبية الأولمبية لأنه لم يمد رأسه ليحل ثانياً بقرار الكاميرا التي لا تكذب ولاترحم. باختصار نحن بحاجة إلى استنساخ نجوم بعقلية "سامي الجابر" يجيدون اللعب تحت الضغط والتعامل مع دقائق المباراة وظروفها، فالمشكلة الأكبر في وعي النجوم..وعلى منصات التعلم والوعي نلتقي.