وغداً أمر
غداً يخوض منتخبنا الوطني أهم امتحان في العام الحالي، حيث المباراة الثانية أمام الشقيق الأردني تحت شعار "نكون أو لا نكون". فالمباراة لا تقبل القسمة على اثنين والفوز هو الخيار الوحيد لمنتخبنا وإن كان التعادل يبقي الآمال مفتوحة ولكن بشكل بالغ الصعوبة، بل إن الفوز لا يعني ضمان التأهل حيث تبقى مباراتنا الأخيرة أمام الفريق الأفضل في آسيا "اليابان"، التي قدمت أفضل المستويات في كأس العالم.
لقد أدخلنا أنفسنا في عنق الزجاجة، وأصبح لزاماً علينا أن نتعاون جميعاً للخروج منها، ولن يحدث ذلك إلا بتضافر جهود الجميع في الدوحة والوطن على حد سواء، من خلال اضطلاع كل بمسئوليته واستشعار الواجب الوطني الذي يحتم علينا تناسي ألوان الأندية والحسابات الشخصية، والوقوف قلباً وقالباً مع المنتخب ورجالاته، حيث لا يحتمل الأمر مزيداً من الشقاق والتفرق بين أبناء الوطن.
ربما نتفق في أن "بسيرو" يتحمل الجزء الأكبر من مسئولية الإخفاق بسبب التشكيل المتحفظ والإصرار على اللعب بعناد أفقد المنتخب أهم أسلحته في المباراة، ولكن كثيراً من معشر الإعلاميين لم يساعد المدرب على النجاح، حيث نصبنا له المشانق على طول الطريق المؤدي إلى الدوحة، ولن ينجح "الجوهر" إلا بدعم الجميع، حيث أصبح أمامنا مباراتين حاسمتين نحسم من خلالهما – بإذن الله – بطاقة التأهل إذا لعبت النتائج الأخرى في صالح منتخبنا.
الطريق صعب والمهمة شاقة والكرة السعودية تعودت على الوصول من أصعب الطرق على مستوى المنتخبات والأندية، ولكن يجب أن نتعامل مع المباريات المقبلة بذكاء إعلامي نبعد من خلاله الضغوط عن نجوم المنتخب من ناحية، ونرتقي بأنفسنا عن تصفية الحسابات على حساب الوطن. فليس هناك انتصار لمن يقول: "أنا قلت لكم، وكتبت، واقترحت، وانتقدت"، بل سيكون النصر لمن يؤكد في كل مرة – وخصوصاً هذه المرة – أنه يضع مصلحة الوطن فوق مصلحته الخاصة، فلا يتشفى بجراح منتخبنا ولكن يحاول أن يكون ساعد بناء لا معول هدم، واللبيب بالإشارة يفهم. ولست بحاجة إلى دعوة الجميع إلى الوقوف مع المنتخب في الضراء قبل السراء، ولكن بعض الأطروحات الإعلامية في الأيام الأخيرة تؤكد – مع الأسف – بأننا لسنا على قلب رجل واحد، وهنا تكمن المشكلة ومن هنا يبدأ الحل..وعلى منصات الوطنية نلتقي.