هل نتغير؟!
يقيني أن الأشهر القليلة المقبلة تعتبر الأصعب والأهم في التاريخ الحديث للرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص، فخلالها سيعاد توجيه البوصلة من خلال رؤية جديدة بأهداف مختلفة، وهو أمر يتطلب – كما قلت سابقاً – تضافر جميع الجهود لمساعدة القيادة الرياضية في مهمتها الجديدة.
اليوم أوجه خطابي باختصار لثلاث جهات تمثل مثلث برمودا الذي ضاعت بسببه كثير من الجهود السابقة، وإن لم تستقم أضلاع المثلث فستضيع الجهود المقبلة، وأعني مثلث (الإعلام والأندية والنجوم).
فالإعلام الرياضي مطالب أكثر من أي وقت مضى أن يلعب دوره الريادي في مساعدة القيادة الرياضية على قراءة الواقع بتجرد وموضوعية بعيداً عن التعصب وتصفية الحسابات، فقد أصبح المتلقي واعياً يفرق بين الإعلامي الذي يعمل لوطنه أو يعمل لنفسه، والحاجة متزايدة لإعلاميين يضعون مصلحة الوطن نصب أعينهم، فيقدمون عملاً إعلامياً راقياً يقدم النصح والنقد والإرشاد الذي ينير الطريق نحو الوجهة الصحيحة التي تليق بالرياضة السعودية ليوصلها إلى مكانها الطبيعي في الريادة.
والأندية السعودية مطالبة بالتعاون مع الاتحادات الرياضية لتتمكن من جدولة المسابقات وتسيير البطولات بطريقة احترافية دون المطالبة باستثناءات تعيق الطريق وتعرقل العمل، فاللوائح والأنظمة تم وضعها لخدمة الجميع، ولكن البعض يبحث عن الثغرات ليعطل المسيرة بحثاً عن مصلحة خاصة تضر بالآخرين، فيكون الرد بالمثل من قبل الآخرين ويستمر تعطيل العمل في وقت نحتاج فيه إلى تعاون الجميع، فلا دوري ولامنتخب ولا رياضة بدون تعاون الأندية مع بعضها البعض من ناحية، ومع الاتحادات الرياضية من ناحية أخرى بهدف الوصول للأهداف المشتركة لرياضتنا السعودية.
ونجوم الرياضة السعودية هم المحصلة النهائية لعمل الاتحادات والأندية، ولذلك فهم مطالبون بالاحتراف الحقيقي داخل الملاعب وخارجها، حيث إن الانضباط والأخلاق الرياضية هي الطريق الوحيد نحو الارتقاء والتطور، ففي ميادين الرياضة تختفي الفوارق المادية والتاريخية، ويبقى المحك الحقيقي لمن استعد بشكل أفضل للمواجهة، وفي الغالب الأعم من الحالات ينتصر المحترف الحقيقي الذي يعي مسئوليته فيبتعد عن كل مدمرات الصحة ويمارس التدريبات على أكمل وجه ويحترم الخصوم ويقدم كامل العطاء على أرض الميدان.
إنني أسأل الإعلام والأندية والنجوم ببساطة: هل نتغير ليتغير حالنا ومستقبلنا؟.. وعلى منصات التصحيح نلتقي.