كأس الملك للملوك
لأنني أعشق التاريخ، فقد تعلقت أوروبياً بالأندية التي لاينكر تاريخها العريق إلا مكابر أو متعصب، فكان "مانشستريونايتد" عشقي الأول في مهد كرة القدم حيث حادثة طائرة ميونخ تعبر عن شخصية البطل الصامد رغم الظروف، كما هي الأرقام وثقافة الفوز وأبرز النجوم عوامل تجمعه بعشقي الأسباني "ريال مدريد" وكذلك الإيطالي "جوفنتوس" السيدة العجوز التي شوه جمالها "فضيحة موجي".
شاهدت نهائي كأس الملك الأسباني في مجلس "كاتلوني" كنت فيه الوحيد الذي يشجع ملك أندية العالم بالرقم القياسي، حيث تسعة ألقاب لدوري الأبطال وواحد وثلاثون دورياً محلياً، وفي ذلك تفوق كبير جداً جداً جداً(على الطريقة المصرية) على أرقام الغريم التقليدي "برشلونة"، وهو الفريق الذي أعلن احترامي الشديد للكرة الجميلة التي يقدمها، وأعلن انبهاري بالثلاثي "ميسي، شافي، آينستا"، ولكنني أعتب بشدة على جماهيره التي تسيء كثيراً للفريق الملكي الذي يتفوق في كل شيء.
"الملكي" هو الأكثر تحقيقاً للبطولات في أوروبا وأسبانيا، والأكثر شعبية وجماهيرية، ولعل استحواذ جماهيره على ثلثي الملعب المحايد أكبر دليل على ذلك، كما أنه الاسم العالمي الأكثر رقياً ولمعاناً ولا ينافسه في ذلك سوى "مانشستريونايتد"، ولذلك أكرر الدعاء بأن يجمعهما نهائي دوري الأبطال في "ويمبلي" بإذن الله لتكتمل فرحتي ويسجل التاريخ أحد أسعد أيامي الرياضية.
"الملكي" قام بتعيين الأسطورة "زيدان" مستشاراً أعلى، سيحتفظ بمنصبه إلى آخر يوم في حياته لأن هذا ديدن الأوفياء، مثلما يفعل "مانشستريونايتد" مع "بوبي تشالتون، دينس لو، كونتونا"، في المقابل فإنني شعرت بالآسى حين قام "برشلونة" بإلغاء لقب الرئيس الشرفي للأسطورة "يوهان كرويف" مع تغيير رئيس النادي، وحين التقيت "كرويف" في جنوب أفريقيا في تكريمه كأفضل الشخصيات الرياضية على مستوى أوروبا، شعرت بحزنه من الموقف "الكاتلوني" الذي لايحدث في الريال أو مانشستر.
"الملكي" أكثر الأندية احتفالاً بالألقاب، فحين تسقط الكأس من يد "سيرجيو راموس" فليس لأنه لم يتعود على الكؤوس، بل ربما لأنها أصبحت أمراً عادياً عند سيد الألقاب، وهنا يجب أن أطالب الأصدقاء عشاق "برشلونة" ألا يناقضوا الواقع فهذا زمن الفريق الكاتلوني الذي يقدم أجمل كرة عرفها التاريخ الحديث، ولكن ذلك لايلغي الحقيقة الدامغة بأن ملك الكرة العالمية هو النادي الملكي..وعلى منصات الملوك نلتقي.