( ابن سعيد).. سعيد
الموت حق، ولله ما أخذ ولله ما أعطى، نحن مؤمنون بقضاء الله وقدره، وكلنا يسير إلى أجل مسمى لانستأخر عنه ساعة ولانستقدم، ولأننا نعرف أن الدنيا دار ممر والآخرة هي المستقر، فإن العاقل منا يسعى ليكون سعيداً في الدار الآخرة قبل أن يضمن سعادته في الدنيا، ويتحقق ذلك بعطاء الإنسان وإنجازاته التي تحفظ ذكره، مع الإيمان بأن عمل بن آدم ينقطع بعد وفاته إلا من ثلاث هي: الصدقة الجارية، والولد الصالح الذي يدعو له، والعلم الذي ينتفع به.
حين نتذكر أحد الراحلين عن هذه الدنيا الفانية، فإن المجلس يلهج بالثناء عليه والدعاء له بالرحمة إن كان قد قدّم لوطنه ومواطنيه ما يستحق عليه الذكر الحسن، وبالمقابل فإن التاريخ لايرحم والناس لاتذكر محاسن الموتى دائماً. ولذلك أكاد أجزم بأن شيخ الرياضيين المغفور له بإذن الله “عبدالرحمن بن سعيد” سيكون سعيداً لأنه ترك وراءه ما يسعد الملايين، فالتاريخ يسجل له تأسيس أندية الشباب والهلال ورئاسة الأهلي ودعم النصر في البدايات، ولذلك ستذكره جماهير الأندية بالخير لأنه من أهم مؤسسي الحركة الرياضية بالمملكة العربية السعودية.
في الزمن القديم كانت الرياضة من المحرمات مثلها في ذلك مثل تعليم المرأة والراديو والتلفزيون، وكان هناك فئة قليلة تقاوم تيار المنع الذي كان يحاول وقف أي تقدم حضاري خوفاً من آثاره الجانبية، ولكن المرأة تعلمت والإعلام السعودي أصبح صوتاً يدافع عن الوطن، والرياضة السعودية رفعت العلم السعودي خفاقاً في كثير من المحافل العالمية، والشكر بعد الله في ذلك يعود للرعيل الأول الذي كان يملك رؤية أوسع وقام بتحريك رياح التغيير وفي مقدمتهم الراحل “عبدالرحمن بن سعيد”.
رحم الله أبا مساعد فقد قدم للوطن أندية تحتضن شبابه وتقدم للمنتخبات نجوماً ساهمت في صنع الإنجازات، ناهيك عن الإنجازات المباشرة لتلك الأندية، ولذلك سيبقى خالداً في ذاكرة الوطن وسنتذكره مع كل إنجاز تساهم به الأندية التي أسسها ورأسها ودعمها.
تغريدة -tweet:
اليوم تبدأ العشر الأواخر، جعلنا الله وإياكم ومن نحب برحمة الله عتقاء من النار.. وعلى منصات الخير نلتقي.