2011-10-26 | 18:00 مقالات

وغابت الابتسامة

مشاركة الخبر      

حين يكون المصاب أكبر من قدرة الكاتب فإن نزف الجرح يعطل نزف القلم، ولذلك أستميحكم عذراً إن قصرت كلماتي عن إيصال مشاعري بالحزن العميق على المصاب الجلل الذي أصاب الأمة وترك الجميع يشعرون بالأسى من فراق “سلطان الخير”، حيث إن الاقتران بين هاتين الكلمتين يوضح جميع المعاني التي يعجز مثلي عن إيصالها، فالخير مرتبط بسلطان وسلطان هو مصدر الخير، ولذلك يكون الوداع أصعب والجرح أعمق.
تشرفت بلقاء “أبي خالد” عدة مرات في مناسبات رياضية وكان السلام عليه يترك في النفس انطباعاً أجزم بأنه شعور يلمسه الجميع، حيث كان – رحمه الله – يشعر كل شخص بأهميته الخاصة وذلك بابتسامة تتسع عند السلام وحجاج يرتفع كإشارة لمعرفة الشخص الذي يسلم عليه، فتزول الحواجز وتتلاشى الرهبة وتشعر بالود والقرب والمحبة.
توفي الأمير الكريم ..ولم نشاهده يوماً عابساً أو متجهماً حتى أنه يلقب بـ “طلق المحيا” كناية عن بشاشته الدائمة، وأرجو الله أن يبعثه مبتسماً وقد أخذ كتابه بيمينه التي أعطت الفقراء ومسحت جراح الكثيرين.
لقد أقسم الأمير نواف بن فيصل أنه لم يقصد “سلطان الخير” في أمر إلا وأنجزه، بل إنه سرد لنا قصة عجيبة عن رجل تهدم بيته فشفع فيه الحفيد “نواف” في الساعة الرابعة عصراً فكانت استجابة الجد “سلطان” قد أنهت معاناة صاحب البيت المهدوم في الساعة السادسة والنصف من مغرب نفس اليوم
إن مشاعر المواطنين والمقيمين والأشقاء في الدول المجاورة تؤكد أن المملكة العربية السعودية فقدت رجلاً استثنائياً سيفتقده العالم أجمع، والمتابع للساحة السياسية يعلم أن “سلطان” لم يذهب في مهمة إلا أنجزها مهما كانت صعوبة المفاوضات وكثرة التعقيدات، فهو الحل لكل عقدة بحكمته وحنكته وابتسامته.

تغريدة – twitter :
أنتظر من الأندية والجماهير التعبير عن مشاعرها بفقد “سلطان الخير” مساء الجمعة، ولا زلت أنتظر الكثير من التلفزيون السعودي بجميع قنواته فالفقيد الغالي يستحق إعادة فتح صفحاته المشرقة وفتح المجال للناس للتعبير عن مصابهم، مع الإشادة الصادقة بالعمل الرائع الذي قدمه فريق برنامج “كورة” على قناة روتانا خليجية حيث لمسة الوفاء وصدق العزاء .. وعلى منصات الوفاء والعزاء نلتقي.