عندما تموت
رحل “فيصل بن فهد” فاهتزت أركان الرياضة السعودية، ورحل بعده “عبدالله الدبل” فانقطع جسر التواصل مع الاتحادين القاري والدولي لكرة القدم، ومن الظلم أن نطالب بتعويض الراحلين فليس لهما بديل جاهز، ولكننا نستطيع أن نمنح “نواف بن فيصل” والجيل الجديد الذي يؤسسه فرصة العمل والتعلم من خلال الدعم والتوجيه لا التجريح وتكسير المجاديف.
تولى “فيصل بن فهد” قيادة الرئاسة العامة لرعاية الشباب 1974م وحققت كرة القدم إنجازها الأول بعد عشر سنوات في سنغافورة1984م، واحتاج “عبدالله الدبل” لسنوات أكثر ليضع بصمته الدولية، ونحن نطالب “نواف بن فيصل” بالمستحيل في عامه الأول، ونثقل كاهل ممثلينا في الاتحادين الآسيوي والدولي بالمقارنة الظالمة وبعضهم لم يحضر بعد اجتماعه الأول.
(رحم الله الفقيدين رحمة واسعة وأسكنهما فسيح جناته)، لقد رحلا وتركا فراغاً كبيراً لا يخفى على أولي الألباب، ولذلك أضع أمام العقلاء خيارين لا ثالث لهما: إما أن نستمر في تكسير مجاديف الجيل الحالي والقادم بالمقارنة الظالمة مع عملاقين قدما الكثير في زمن مختلف بظروف مختلفة، والنتيجة الحتمية لهذا الخيار استحالة النجاح لعدم توفر المناخ المناسب للعمل والإبداع والتألق. والخيار الثاني هو دعم مشروع بناء الجيل الجديد المحصن بالعلم والتخصص والسلوك القويم، والنتيجة الحتمية صناعة سفراء مفوضين فوق العادة لكرة القدم السعودية في الاتحادين القاري والدولي.
يشهد الله أنني لا أتحدث عن نفسي، فالحمد لله أن التدريس بالجامعة هو وظيفتي الأساسية، وأفتخر بأنني من اقترح “برنامج ماجستير (فيفا) وأفتخر أكثر بأنني مستشار أمين لطلاب الدراسات العليا في التخصصات الرياضية الذين أتواصل معهم باستمرار وأعلم يقيناً أن فيهم أكثر من “دبل” قادم يدعم خليفة “فيصل بن فهد” ابنه ووريثه في الكثير من الخصال “نواف بن فيصل”، فقط امنحوهم الفرصة.
ـ تغريدة tweet:
سألني صديق رياضي يتفانى في عمله من أجل رياضة الوطن، متى يرضى عنه الإعلام الرياضي ويسلط الضوء على إنجازاته مثلما يشرح أخطاءه؟، فقلت له مبتسماً: “عندما تموت”، فلم يعرف الإعلام قيمة المغفور له بإذن الله “أبا خالد” إلا حينما رحل، ولا أنسى مقالات الشجب التي كانت تصاحب الأحداث الآسيوية، ولن أنسى أن التكريم الحقيقي له كان آسيوياً وليس سعودياً.. وعلى منصات تمثيل الوطن نلتقي.