مصباح المصابيح
اتصلت به ظهراً فلم يجب وتلك ليست عادته، وبعد دقائق اتصل بي معتذراً عن عدم الرد، فمازحته باستعراض الأسباب التي مرت بخاطري حين لم يرد داعياً الله ألا يصيبه أيا منها، فمازحني كعادته وبدأت ألومه لعدم إعلان التعديلات في جدول المباريات جراء تقديم موعد سفر المنتخب إلى أستراليا، فبرر ذلك بانتظار نتائج مباريات ربع ونصف نهائي كأس ولي العهد لمعرفة الفرق المتأهلة، فاقترحت أن يعلن خبر التعديل ويبرر تأجيل التفاصيل، فأيد الفكرة وبادر بتنفيدها فوراً.
قبل أن تسأل – عزيزي القارئ – عن مبررات هذه المقدمة، أقول إنني بعد ساعة من ذلك الاتصال استقبلت رسالة من جوال مجلة “قول أون لاين” تقول إن “فهد المصيبيح” قد غادر قبل ساعة غرفة العناية المركزة بعد إصابته بضيق في التنفس وآلام بالصدر وهو الآن على السرير الأبيض بمستشفى دلة، لم أصدق الخبر رغم مصداقية الناقل لأنني كنت أتحدث معه وأمازحه قبل ساعة، فعلمت من زميلي في هيئة دوري المحترفين “أحمد المصيبيح” أن ابن أخيه كان في العناية حين اتصلت وفور استقراره على سريره بالمستشفى نزع كمامة الأوكسجين وأصر على رد الاتصال وبادر بتنفيذ الاقتراح رغم مطالبة الكل له بالراحة. لم أملك نفسي فرددت ما قاله “فارس عوض” تعليقاً على هدف روني الخرافي: مستحيل مستحيل هذا كثير جداً يا فهد المصيبيح.
فهد المصيبيح” نوع نادر من الرجال يستحيل أن يجود هذا الزمان بالكثيرين منه، رجل مثالي في كل شيء، كان لاعباً مثالياً رفض أن يقام له حفل اعتزال، وهو اليوم عضو اتحاد مثالي ولن ينال التكريم الذي يستحق، لذلك أرجوكم كرموه فهو أحق الناس بالتكريم.
تغريدة tweet:
قبل سنوات رن هاتفي ظهراً فأيقنت أن المتصل سيهنئ بالعيد، فإذا به يقول: “أنا عند بوابة الاتحاد السعودي لكرة القدم ولم أجد أحداً”، فقلت له: “كل عام وأنت بخير يا أبو محمد إنه يوم عيد ولا أحد يعمل يوم العيد”، نسيت أن أقول لكم إن المتصل كان “فهد المصيبيح”، وأعترف لكم أن دمعتي الآن نزلت حسرة على هذا الزمان الذي لا يستحق أن يكون فيه رجل بأخلاق “المصيبيح” وإن كان الاسم تصغيراً للمصباح فإن فهد هو “مصباح المصابيح”.. وعلى منصات الأخلاق نلتقي.