المعجزة العنكبوتية
حين أطلق فيلسوف الفلاسفة “سقراط” نظرية 20ـ80 التي تتلخص في أن 20% من عملنا مسئول عن 80% من النتائج، قام فلاسفة آخرون بالاشتقاق منها فقيل أن 20% يعملون بينما 80% خاملون ومنهم من يضع العراقيل في وجه العاملين، ويبدو أن سبب التباطؤ في التنمية السعودية هو سيطرة العناصر الخاملة على صناعة القرار وصياغة الإعلام.
تذكرت ذلك وأنا أعايش حرباً شبه منظمة على كل من يعمل من أجل التطوير واللحاق بالدول المتقدمة، وخلصت إلى أن المحاربين ينتمون إلى فئتين: إما أن يكون رافضاً للتطوير لأنه يخشى أن يفقد مكانه حين يكون غير قادر على مواكبة التطوير، أو يكون رافضاً لأي تطوير لا يستفيد منه ولا ينسب إليه جزء من الفضل في حدوثه. وأياً كانت المسببات فإن هناك من يحارب التطوير ويرفض منح الفرصة للتغيير.
“هيئة دوري المحترفين السعودي” بدأت قبل ثلاث سنوات وأحدثت تغييرات لا تخفى على المتابعين، فالتنظيم المالي والإداري والإعلامي وفكرة الأطقم الثلاثة لكل فريق وتنوع الرعاة وغيرها، تمثل نقلة نوعية تحاكي الدوريات العالمية، ومشروع احترام والبوابات الإليكترونية وبيئة الملاعب مشروعات مستقبلية بدأت خطواتها الأولى وسترى النور بإذن الله حتى لو تأخرت قليلاً، فالحكمة تقول: “أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً”. ولكن هناك من يعمل ليل نهار لخنق الهيئة.
“النقل التلفزيوني” مشروع جبار بدأ بمطالبة من الغيورين بإحداث نقلة كبيرة في تقنيات النقل وإنتاجه بعيداً عن النمطية التي ملّ المشاهد الذكي منها، وكانت هناك أصوات تحارب المشروع فتوجه السهام لكل صوت يطالب بتطوير النقل، وأفتخر بأنني كنت أكثر الضحايا عرضة لحرب لا زالت مستمرة ممن يعتقد بأنني ساهمت في حرمانهم من الكنز الذي كانوا يسيطرون عليه.
ـ تغريدة – tweet:
كان هناك من يقطع بعدم إمكانية تركيب الكاميرا العنكبوتية في الملاعب السعودية، وها هي اليوم أصبحت تحلق فوق رؤوس اللاعبين وتمتع المشاهدين بلقطات كانت محرمة عليهم في السابق، وهناك من يسخر من مشروع البوابات والتذاكر الإليكترونية، ولكن ستنجز بإذن الله جميع الوعود التي يعدكم بها العاملون بإخلاص رغم العراقيل التي يضعها الخائفون من التغيير والتطوير، فالمركب تبحر باتجاه الهدف وأتمنى أن تجدفوا مع التغيير لا ضده.. وعلى منصات التغيير نلتقي..