ماذا جرى في ملبورن؟
الخسارة في عالم كرة القدم ليست نهاية العالم ومثل ما نفرح في الفوز نحزن للخسارة، ولكن الشيء المهم أن نعرف أسباب هذه الخسارة وأسباب عدم تحقيق نتائج إيجابية خلال الفترة الأخيرة على مستوى المنتخبين الأول والأولمبي. ـ لا أريد أن أخوض في الجوانب الفنية وأترك هذا الأمر لأصحاب الاختصاص ولكن من الطبيعي أن تكون الخسارة أكثر ألماً عندما يكون العمل الذي يقدم في مجالنا الرياضي وخاصة في لعبة كرة القدم مثالياً أو قريباً من المثالية، ولهذا فإنني سوف أطرح تساؤلات عديدة وأترك الإجابة للقارئ الكريم لعلنا نشخص الواقع. ـ هل نحن نطبق الاحتراف الحقيقي داخل أسوار أنديتنا وخارجها؟ هل نحن نؤسس اللاعب بشكل جيد في المراحل السنية في أنديتنا (البراعم ـ الناشئين ـ الشباب)؟ من هم مدربو المراحل السنية في أنديتنا؟ هل بعض الإداريين الذين يعملون في المراحل السنية مؤهلون للعمل مع أبنائنا الصغار؟ ما هي الأهداف المرسومة للاعبي المراحل السنية هل هي تحقيق البطولات أم تخريج لاعبين موهوبين للفريق الأول؟. ـ هل رؤساء وكبار المسؤولين في أنديتنا يمتلكون الثقافة الرياضية العالية لدعم ومؤازرة فرق المراحل السنية مادياً ومعنوياً أم يتحدثون مع العاملين في المراحل السنية وقلوبهم وعيونهم على ملعب الفريق الأول حتى وإن كان خالياً؟ اللاعبون غير السعوديين ماذا أضافوا للكرة السعودية؟ قد يقول البعض إنني أتحامل على الأندية ولكن الواقع يقول إن اللاعب هو نتاج الأندية وليس نتاج المنتخبات الوطنية. ـ الاهتمام بالمراحل السنية هو الطريق الصحيح لمواكبة التطور في عالم كرة القدم المتقدم وخاصة أننا ولله الحمد نمتلك المواهب التي تحتاج إلى صقل واهتمام في سن مبكرة وكذلك اللاعب غير السعودي في هذه المرحلة لن يخدم الكرة السعودية وقد يستعان به للأندية المشاركة في البطولات الخارجية ـ وهذا رأي شخصي ـ بحيث يتم إلغاء الاستعانة به لعدة سنوات وذلك لإتاحة الفرصة للاعبينا الشباب لإبراز مواهبهم وتكون الفرصة متاحة لهم بشكل كبير لبروز نجوم محليين يشاركون بفاعلية مع أنديتهم ويخدمون المنتخبات الوطنية. ـ أقترح أيضاً ألا يسمح بتدريب لاعبي المراحل السنية (البراعم ـ الناشئين ـ الشباب) إلا من يحمل مؤهلات علمية مختصة بالتدريب (رخصة تدريب) مصدقة من الاتحادات الأهلية الذي يتبع لها المدرب لأن الحابل اختلط بالنابل وأصبح السباك والكهربائي ومندوب المبيعات مدربين لأبنائنا في جميع المراحل السنية. ـ الاحتراف الخارجي للاعب السعودي مطلب يجب أن يطبق في السنوات القادمة لاحتكاكه المباشر مع لاعبين محترفين كبار في الدول المتقدمة في مجال كرة القدم ولكي ينقل هذه الخبرة والتجربة للاعبين المحليين مستقبلاً. نقاط سريعة ـ الإعلاميون المرافقون للمنتخب في أستراليا كانوا في قمة الأدب والاحترام والانضباط والحس الإعلامي المتميز وأعطوا صورة ناصعة البياض عن الإعلام الرياضي السعودي، فشكراً من القلب للإخوة الزملاء الإعلاميين خلف ملفي وأحمد العجلان وسعود الحواس وعبدالعزيز الرباح وسعيد العيسى وعبدالله العضيب وعبدالله الدرويش. ـ أحسن من شخّص حال كرة القدم السعودية بعد مباراة أستراليا وبكل احترافية ومهنية اللاعب الدولي السابق سامي الجابر، والمدرب الوطني المعروف د. عبدالعزيز الخالد، واللاعب الدولي السابق فيصل أبوثنين، والإعلامي المعروف أحمد الشمراني.