وقت الحكمة
كان قرار الاستقالة الجماعية لأعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم جريئاً ويحمل دلالات المسؤولية والوطنية، فلا صوت يعلو على صوت الوطن ولا مصلحة تقدم على المصلحة العامة، وكان قرار تعيين الزميل “أحمد عيد” رئيساً للجنة المؤقتة لتسيير شؤون الاتحاد قراراً حكيماً لارتباطه بحكمة الرئيس “أبو رضا”، الذي يحق له الفخر باتفاق الغالبية العظمى من المجتمع الرياضي على أهليته. غني عن القول أن كرة القدم السعودية تعيش أحلك عصورها وأصعبها في التاريخ الحديث، ولكن طبيعتي المتفائلة تؤكد لي أن ما بعد القاع سوى الإتجاه نحو القمة من جديد ولو طال الطريق، ولذلك فإن الأشهر الأربعة القادمة تمثل مرحلة بناء الأساسات لإعادة تشييد الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهي مرحلة تتطلب الكثير من الحكمة والحنكة والصبر، ويجب أن يغلب عليها فكر المصلحة العامة والنظرة الشمولية لمستقبل أكاد أجزم بأنه سيكون أكثر إشراقاً مما يتوقع المتشائمون. وقت الحكمة يعني عدم الاستعجال بالطرح والبعد عن القرارات الاستباقية، والتركيز على تشكيل الجمعية العمومية وآلية الانتخابات ينبغي أن يكون الشغل الشاغل للجميع خلال الفترة القادمة مع عدم الضغط على لجنة الانتخابات لتمكينها من القيام بعملها على أكمل وجه، مع توقعي الخاص أن تنتهي اللجنة من تسمية أعضاء الجمعية العمومية البالغ عددهم (63) عضواً قبل نهاية الموسم ليتم بعدها عقد جمعية عمومية غير عادية لشرح مهام الجمعية والتعريف بمتطلبات الترشح لانتخابات مجلس الإدارة وآليتها وإقرار نسبة الانتخابات في المجلس القادم مع تقديم اللجنة المؤقتة لتقريرها العام، على أن تعقد الجمعية العمومية العادية في شهر رمضان لانتخابات مجلس إدارة الاتحاد. تغريدة – tweet: شعرت بالاطمئنان عند حضوري اجتماع اللجنة المؤقتة مع رؤساء لجان الاتحاد المستقيل، وكنت ممثلاً عن رئيس لجنة المالية والتسويق “د. فهد الباني” الذي كان مرتبطاً باجتماعات أخرى يلهث خلف حقوق النقل التلفزيوني التي تأخرت كثيراً، وكان مصدر الاطمئنان حكمة وهدوء الرئيس “أحمد عيد”، الذي أثبت أنه الخيار الصحيح في مرحلة التصحيح التي لا يصح فيها إلا الصحيح، وقد اتسم الحوار بالشفافية والوعي والرقي في الحوار، وكان الاختلاف في الرأي ينطلق من مبدأ المصلحة العامة، ويقيني أن القادم أفضل رغم صعوبة المرحلة .. وعلى منصات الحكمة نلتقي .