عندما يكون الإعلام الرياضي غاية والرياضة وسيلة
في هذا الزمن المتسارع اختلطت الأهداف والرُؤى المستقبلية بالأهداف الشخصية المحضة فأصبح بعض أفراد المجتمع لا يميزون بين طموحهم الشخصي بغض النظر عن مشروعيته وبين تطلعات المجتمع ككل. وهنا اختلط الحابل بالنابل وأصبح الجميع يظهر في الإعلام الرياضي ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة تخص الشأن الرياضي ومن عجائب هذا الزمن أن البعض يظهر في قناة رياضية مع إطلالة كل مساء وكأنه عنتر زمانه وتفتح الإذاعة عند خروجك من المنزل وتستمع إلى نفس الشخص في مداخلة وتجده يفتي ويُنظر وكأنه بلاتر، هذا عدا كتاباته اليومية أو الأسبوعية في صحيفته وليتها كانت بركة الوقت. ـ المواصفات والمقاييس المطلوبة لغالبية ضيوف البرامج الرياضية المرئية والمسموعة تحولت من الموضوعية ووزن الكلمة إلى توزيع الاتهامات والظنون السيئة والقراءة المظلمة للمستقبل وطول لسان ومحاربة الناجحين والبحث والتقصي عن الزلات وإعلانها بكل فخر واعتزاز لمتابعي الرياضة السعودية.. ـ والمؤسف أن نسبة كبيرة من مقدمي البرامج الرياضية أصبحوا يواكبون موضة هذا العصر حيث يرددون كلمات استفزازية لهؤلاء الضيوف (أنت قد الكلام هذا ـ أنت تقول خروج مذل ـ أنت تقول خروج المنتخب كان له أثر على مستويات لاعبينا مع أنديتهم ـ الجمهور محتقن ـ الدوري مستواه هابط ـ متى تصير ملاعبنا مثل ملاعب قطر ـ... ). ـ والشيء الغريب أن الكثير من العقلاء في الوسط الرياضي انساقوا مع هذه الظاهرة السلبية وهذا الأسلوب الخاطئ وتطبعوا بطباعهم والضحية المتابع الرياضي الذي أصبح شغله الشاغل الضحك والاستخفاف ببعض الإعلاميين من خلال متابعتهم في اليوتيوب (لأنهم ما يلحقون عليهم في القنوات الفضائية). ـ الإعلام الرياضي شريك في النجاح والفشل وهذه المقوله صحيحة لأهمية الإعلام ودوره الإيجابي في المساهمة في تطور كرة القدم السعودية ولهذا فإن القائمين على الإعلام الرياضي مطالبون بوضع خطط وبرامج لتطوير أسلوب العمل الإعلامي الهادف والبناء لمواكبة النقلة الحضارية المقبلة لكرتنا السعودية وذلك قياساً على الحراك الإيجابي الذي يدور في كواليس أصحاب القرار في عالم كرة القدم السعودية. لذا علينا أن ندرك الأمر قبل أن تتجمع تلك الطموحات الفردية لتُكون صوت المجتمع الرياضي النشاز الذي وضع الإعلام غايته والرياضة وسيلته للشهرة وكسب تعاطف ملاحقي التغريدات.