2012-03-28 | 04:24 مقالات

شبابنا في دبي

مشاركة الخبر      

تقول الأرقام الواردة من مصادر عدة أن هناك قرابة مليون سعودي يقضون 10 أيام في مدينة الأحلام “دبي”، ولن أشغلكم بحجم المليارات التي أنفقوها هناك، وكان يمكن أن تنفق في الوطن، فتعزز اقتصاده وتوفر وظائف لشبابه.. ولكنني أتحدث عن سلوكيات الشباب السعودي المحروم من أبسط الحريات. شبابنا في دبي يجوبون الأسواق كل يوم، فيجلسون في المقاهي والمطاعم دون أن يسببوا مشاكل مع أحد، رغم أنهم محاطون بالعوائل من مختلف الجنسيات والثقافات في كل مكان يذهبون إليه، بل إنهم يحضرون أفلام السينما بكثافة عالية تتسبب في نفاذ التذاكر لأغلب العروض دون أن يكون لذلك تأثير سلبي على عقولهم، خصوصاً ولديهم جميعاً تلفزيونات في منازلهم مربوطة بأقمار صناعية تجلب لهم مئات القنوات دون حسيب أو رقيب، والأفلام محددة الفئات ولا يسمح برؤيتها إلى لمن يدخل ضمن نطاق الفئة. شبابنا في دبي مبتسمون في الغالب يشعرون بالرضا عن الحرية المتاحة لهم ويحرصون على الاستمتاع بها دون التعدي على حريات الآخرين، بل إنهم يحرصون على لبس أفضل الملابس وأكثرها تناسقاً ويجدون في خيارات اللبس مساحة للإبداع والتميز بعيداً عن نمطية الروتين الذي لا يتغير، فاليوم هنا لا يختتم بالاستراحة، والأكل لا ينحصر في الكبسة والخيارات لا تعرف الحدود. شبابنا في دبي في الغالب منضبطون لا يرتكبون المخالفات فهم يعلمون يقيناً أن هناك نظاماً يطبق على الجميع ونسبة الخارجين عن القانون أقل بكثير من تلك النسبة في الوطن الغالي الذي يكون الضغط فيه سبباً لرد فعل سلبي لم أشاهده في “دبي”، وكأن الشباب يقولون للمسئول في الوطن: “عطونا حرية وحاسبونا إذا تعدينا على حريات الآخرين”، أتمنى منحهم الفرص وفرض النظام العادل على الجميع. تغريدة – tweet: شباب الوطن هم عماد المستقبل، ولم يعد الزمن يستوعب الأسلوب القمعي الذي يمارس أحياناً بحقهم، ففي زمن “الربيع العربي” أصبح صوت الشباب أعلى وأفقهم أوسع، فالكل يعيش في قرية كونية صغيرة يعرف فيها الشاب ما يدور في كل بقعة من أرض الله، فيطالب بالحقوق ويتطلع للشعور بالمساواة مع شباب الخليج من حوله، شبابنا لا يطلب المستحيل ولكنه يريد أن يتنفس فلا تخنقوه بتقييد حريته.. وعلى منصات الحرية نلتقي،،،