رجل الاحتراف الأول
كلنا نتذكر الضجة الإعلامية التي صاحبت انتقال لاعب نادي الشباب السابق مرزوق العتيبي إلى نادي الاتحاد مقابل 9 ملايين ريال سعودي، وانتقال فهد المهلل وفؤاد أنور وصالح الداود لنادي النصر، ومن بعدهم عبدالله الواكد وخالد الشنيف للنادي الأهلي، وكانت ردة فعل بعض أعضاء شرف النادي البارزين قوية وغير مؤيدة لهذه الخطوات الاحترافية التي أثبتت للجميع الفكر والرؤية المستقبلية الذي يتمتع بها رئيس نادي الشباب في تلك الفترة الأمير خالد بن سعد والذي أدخل في خزينة النادي مبالغ كبيرة ساهمت في تجديد عقود الكثير من اللاعبين وفي بروز جيل جديد من اللاعبين المميزين الذين لا زالوا يمارسون الركض على المستطيل الأخضر. ـ وكانت ردود فعل الإعلام في تلك الفترة أيضاً غير إيجابية وحتى المجتمع الرياضي لم يكن يتقبل فكرة انتقال النجوم ويعتبرون تلك الانتقالات خسارة على النادي بالرغم من أن نادي الشباب كسب مع هؤلاء اللاعبين بطولات عديدة وتم بيع عقودهم بمبالغ جيدة بالنسبة لتلك الفترة، ولكن مع مرور الوقت أصبح الأمر عاديا وطبيعيا في عالم الاحتراف وهذه ثقافة جديدة بدأت تبرز بشكل كبير خلال هذا الموسم الرياضي الذي أوشك على الانتهاء، فالأندية تريد أن تنهي الموسم الرياضي بالتعاقدات الإيجابية والإعداد والتجهيز للموسم القادم كما هو معمول به في الأندية المتقدمة في مجال كرة القدم. ـ في السنة الأولى التي قاد فيها المدرب البلجيكي جيريتس الفريق الهلالي والذي أنهت فيه الإدارة الهلالية كافة التجهيزات من تعاقدات مع لاعبين سعوديين وغير سعوديين وأقامت معسكرا إعداديا مبكرا ومنظماً بالتنسيق المباشر مع المدرب البلجيكي جيريتس جنى ثمار هذا العمل الرائع الفريق الهلالي بتحقيقه بطولتي دوري زين السعودي وكأس ولي العهد وقدم الزعيم في هذا الموسم مستوى فنياً رائعاً وبفارق كبير في المستوى عن الأندية الأخرى. ـ الفريق الشبابي استفاد من تجربة الهلال وبذكاء وفكر عال من الرئيس الشبابي خالد البلطان والذي كان استعدادهم لهذا الموسم مبكراً منذ منتصف الموسم الرياضي الماضي حيث جاء المدرب برودوم في الوقت المناسب وتم التعاقد مع اللاعبين غير السعوديين مبكراً قبل انطلاق المعسكر في ألمانيا وعلى عكس الفريق الهلالي الذي لم يستعد مبكراً قبل انطلاق الموسم الحالي، ولهذا فإن الفريق الشبابي تفوق على الجميع وحقق بطولة دوري زين دون خسارة لأي مباراة ولذلك نجحت الإدارة الشبابية في تحقيق الخطة المرسومة للفريق بالاتفاق مع المدرب برودوم. ـ هذه الخطوات الإيجابية والحراك الاحترافي من تنقلات وإعارة لاعبين محليين وسرعة إنهاء التعاقدات مع المدربين واللاعبين غير السعوديين قبل نهاية الموسم يعطي مؤشرا إيجابيا بأن مستوى الوعي والفكر الاحترافي قد تطور داخل أسوار أنديتنا وهذا الأمر سينعكس في الموسم الرياضي القادم وما بعده بأن يكون دوري زين السعودي أقوى وأفضل من السابق. ـ ويجب ألا ننسى القرار التاريخي الذي اتخذته اللجنة الفنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم قبل ثلاث سنوات لتقليل عدد اللاعبين السعوديين المحترفين بالتدرج من 40 لاعبا محترفا إلى 30 لاعبا محترفا حالياً (26 لاعبا سعوديا و4 لاعبين غير سعوديين)، وهذا مما أتاح الفرصة للأندية الكبيرة لبيع عقود وإعارة لاعبيهم إلى أندية الوسط والمؤخرة وهذا مما زاد من قوة دوري زين السعودي. نقاط سريعة ـ لكي تكتمل منظومة العمل الاحترافي في أنديتنا أتمنى أن يكون هنالك استقرار للأجهزة الفنية في أنديتنا كما يحدث في الأندية العالمية الكبيرة وكما يحدث عندنا في نادي الفتح وأرى أن نادي الشباب وبرودوم يسيران في هذا الطريق. ـ مدرب درجة الشباب في نادي القادسية سعد الشهري يعد مفخرة للمدربين السعوديين وهو يحتاج منا إلى الرعاية والاهتمام من الاتحاد السعودي لكرة القدم، ويستحق التكريم من أبناء وأهالي الخبر، فهذا المدرب الشاب سرق النجومية من أصحاب القبعات والعيون الزرقاء.