الإعداد والاستعداد
في بدايات "رابطة دوري المحترفين السعودي" حينما كانت "هيئة"، حرص صنّاع القرار على الاستعانة بأفضل الخبرات العالمية والمحلية لوضع اللبنات الأساسية لمنظومة احترافية تتطور كل موسم، فكان التوقيع مع أفضل بيوت الخبرة في المجالات التسويقية والإدارية والمالية والأمنية والإعلامية والطبية، وعند هذه الأخيرة سأخصص مقال اليوم حيث تم التعاقد مع شركة IPRS للإستشارت الطبية الرياضية، والتي تملك سجلاً مشرفاً بالتعامل مع أفضل أندية البريميرليق الذي يعتبر قدوة نسير على خطاه. "ديفد بنقهام" يمثل الشخصية البريطانية التقليدية التي تشتهر بالنزاهة والاحترافية والمصداقية، ولذلك فهو لا يجامل أو يهادن في الرأي، بل يواجه ويصارح ويقسو أحياناً، حين يقول بعد زيارته لجميع الأندية حينها، أن هناك علاقة طردية وطيدة بين التجهيزات الطبية ونتائج الفريق، بل إنه حدد الفرق التي ستحصد المراكز الثلاثة الأولى بالدوري بعد زيارة عيادات الأندية والتحدث مع الأجهزة الطبية فيها، وقد أكد بأن الأمر ذاته موجود في البريميرليق حيث تتفوق خمسة أندية عن الخمسة عشر فريقاً الأخرى. يقول "ديفد" إن المفاجأة الكبرى بالنسبة له أن ثقافة الأندية السعودية تقبل بأن يبدأ الفريق الموسم بنصف جاهزيته اللياقية والبدنية ويبدأ بالتحسن مع الجولات الأولى ليصل لكامل جاهزيته منتصف الموسم، وهو أمر غير مقبول في البريميرليق الذي يحتم على الفريق أن يبدأ المباراة الأولى في الموسم بجاهزية كاملة 100%، وهو أمر غير قابل للنقاش بل إن مخالفته تعتبر ضرباً من الجنون. يميل المنطق لتأييد نظرية "ديفد"، إلا إن أغلب أنديتنا لازالت تكرر نفس الأخطاء بالتأخر في التحضير للموسم المقبل بسبب قصور ثقافة الإعداد والاستعداد، ويقيني أن المتابع لتحضيرات الأندية ومعسكراتها يمكن له أن يحدد هوية المتنافسين على اللقب من الآن، فالدوري طويل ويزداد طولاً بجولات الكؤوس والمشاركات الخارجية ومعسكرات المنتخب، ولن يحقق اللقب إلا الأفضل استعداداً وإعدادا. تغريدة tweet: تأهل لنهائي أمم أوروبا من يملك أفضل حراس المرمى في العالم، وقد ذكرت ذلك في أكثر من مقال وتغريدة لقناعتي بأن الحارس المميز يمثل أكثر من نصف الفريق، ولعله من الجميل أن يحمل "كاسياس& بوفون" شارة القيادة وأحدهما سيتشرف برفع الكأس يوم الأحد، وكلاهما يستحقه تتويجاً لمسيرة حافلة بالعطاء..وعلى منصات التتويج نلتقي ...