نصف الفريق
كثيرة هي الأفكار التي تطرح وترفض قبل أن تناقش، وأقل منها أفكار ترفض بعد أن تستوفي حقها من النقاش، وقليلة تلك الأفكار التي تقبل بعد الرفض، ويحدث ذلك بسبب الإصرار على طرح الفكرة مرة بعد أخرى أو لزوال مسببات الرفض، ولا أدري أيهما كان سبب بيع حقوق النقل للمباريات التي لا ينقلها التلفزيون السعودي حيث كانت فكرة مستبعدة وحين قرر الاتحاد السعودي تبنيها كانت فتحاً للأندية والكرة السعودية والقنوات الفضائية وننتظر من العقد القادم الكثير. وأملي كبير أن تكون فكرة الحارس غير السعودي من الأفكار التي تقبل بعد رفض طويل، فقد كان الرفض يأتي دائماً بحجة أن الأندية السعودية ستبادر جميعها بجلب حارس غير سعودي مما يؤثر على حراسة المنتخب، وهي وجهة نظر تحمل كثيراً من المنطق ولكن هناك منطق مقنع عند المطالبين بفكرة الحارس غير السعودي، حيث لم يتضح ضرر ذلك على المنتخبات الأوروبية التي لا تمنع الحارس الأجنبي، كما أن الحارس السعودي سيتعلم كثيراً من التدرب والمنافسة مع حارس خبير ربما يأتي للملاعب السعودية في نهاية عمره الرياضي. أعترف بأنني طرحت الفكرة أكثر من مرة ليقيني بأن الحارس نصف الفريق، وقناعتي بأن بعض الأندية السعودية لن تستطيع المنافسة محلياً وخارجياً إلا بحارس غير سعودي، وللحد من تعاقد جميع الأندية مع حارس غير سعودي اقترحت احتساب الحارس بلاعبين أثنين، بمعنى أن النادي مخير بين تسجيل أربعة لاعبين غير سعوديين أو حارس مرمى غير سعودي ولاعبين غير سعوديين. اليوم أطرح الفكرة أمامكم لمناقشتها والحديث عنها، فالقرار سيكون لمجلس إدارة الاتحاد القادم، وأتمنى أن يتم تجريب الفكرة لثلاثة مواسم على الأقل يتم من خلالها تقييم التجربة والحكم عليها من واقع حراسة المنتخب التي أكاد أجزم بأنها ستتطور بسبب احتكاك الحارس السعودي بمن يفوقه خبرة وتجربة ومهارة، والتجربة خير برهان. تغريدة tweet: فازت إسبانيا بكأس أمم أوروبا لتواصل هيمنتها على الكرة العالمية، ويقيني أن ذلك يعود لثلاثة عوامل هي على الترتيب: الحراسة المتميزة ومدرسة الاستحواذ وقليل من الحظ. ولذلك أطالب بالاستعانة بالحارس غير السعودي والاستثمار في تقنيات الإحصاءات وقياس الاستحواذ مثل (ProZone) ثم دعوات الطيبين بالتوفيق للكرة السعودية.. وعلى منصات التوفيق نلتقي...