2012-08-25 | 07:09 مقالات

رحل نقياً

مشاركة الخبر      

كتبت قبيل العيد معبراً عن حزني لغياب عمي “عثمان المدلج” عن العيد الذي كان يجمعنا في بيته، حيث كان على سرير المرض الذي اختار الله أن يكون آخر آلامه في الدنيا، فبعد معاناة طويلة مع الإعاقة والألم استمرت لأكثر من تسعة أعوام انتقل الرجل الطيب إلى رحمة الله صامتاً صابراً كما كان طيلة حياته مثال المسلم الحق بسلوكه وتعامله ورضاه بقضاء الله وقدره. كان عمي أقل الناس حديثاً وأكثرهم ذكراً لله وتعلقاً بالمساجد، لا تكاد تسمع صوته بالمجلس إلا مذكراً بربه وناصحاً بمكارم الأخلاق، لم أسمعه يوماً يخوض في أعراض الناس أو يغتابهم، بل كان على العكس يحذر من ذلك وينهى عنه فصرنا نخجل في وجوده من الحديث عن أحد في غيابه، ولذلك أحسبه ـ والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً ـ قليل الذنوب في عصر تتكاثر فيه الآثام، وقد تعلمنا أن الله إذا أحب عبده ابتلاه ليكون صبره كفارة لذنوبه، وعمي كان يتألم مقعداً لأكثر من تسع سنوات أدعو الله أن تكون كفارة لجميع ذنوبه ليرحل عن الدنيا نقياً كما جاء إليها. اللهم ارحم عبدك “عثمان العبدالله المدلج” وتقبله بقبول حسن ووسع مدخله ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس واجمعه في جنتك مع الصالحين، اللهم مثلما كان “أبو ناصر” زاهداً في الدنيا فأغنه في الآخره واجعل الفردوس الأعلى مثواه في الجنة. اللهم أحسن عزاء زوجته (خالتي) وأبنائه وبناته وأحفاده وحفيداته، فقد كان الشجرة التي يستظلون بها وكان السند والمعين بعد الله، وكان وجوده بينهم على كرسيه أو سريره يملأ المكان الذي سيصبح خالياً برحيله ـ رحمه الله. تغريدة tweet: إلى والدي الحبيب “إبراهيم الناصر المدلج” أكتب تعزية خاصة في مصابه بفقد أخيه في الرضاع ورفيقه في الدنيا، حيث تلازم والدي وعمي عمراً طويلاً في طفولتهما في حرمة، ثم انتقلا للرياض وعملا معاً في أكثر من قطاع حكومي، وتزوجاً من أختين شقيقتين أمي “الجوهرة” رحمها الله وخالتي (أمي في الرضاع) “شيخة” أطال الله عمرها في طاعته، لك يا والدي خالص العزاء وجبر الله مصابك في أخيك فمنك ومنه تعلمنا الصبر على المصائب.. وعلى منصات الصبر نلتقي،،،