شاشة الملك
نتحدث كثيراً عن علاقة القيادة بالمواطن، مؤمنين بأن جسور التواصل بين الطرفين هي أساس الاستقرار وحجر الزاوية في بناء الدولة. وقد توقفت طويلاً عن صورة تحمل الكثير من المعاني، حيث كان أبو متعب (يحفظه الله) يجلس محاطاً بشاشات تنقل له نبض المجتمع السعودي وأبرز ما يكتب في الصحافة اليومية، وكأنه يقول لنا ـ معشر الإعلاميين ـ إنني أتابعكم وأقرأ ما تكتبون. وحين تفحصت الصورة عن قرب وجدت في الشاشة تقنيات توحي بأنها ليست للإطلاع فقط، فتلك الأيقونات المتعددة تؤكد أنها خيارات وضعت للقائد ليتخذ قراره حيال ما يراه، سواء كان ذلك بطلب التفاصيل أو الإفادة أو المتابعة أو غيرها من القرارات الإدارية التي تتخذ عادة حيال المعاملات، بمعنى أن ما يكتب في الصحافة السعودية يمثل معاملة على مكتب الملك بنفسه. إن أبا متعب يقدم بتلك الشاشة درساً لجميع مسؤولي الدولة ليقوموا بترتيب أولوياتهم بطريقة صحيحة تعطي صوت المواطن أهمية قصوى، ولعلي أطالب كل وزير بأن يضع شاشة مماثلة أمامه أينما حلّ وارتحل، ولكم في مليككم أسوة حسنة حيث كانت الشاشة موجودة في المشاعر المقدسة حيث تواجد القائد الأعلى لمتابعة أمور ضيوف الرحمن ولكنه لم يبتعد عن الشاشة التي تنقل له نبض الوطن، ولذلك أطالب كل مسؤول بالإقتداء بالملك لمعرفة متطلبات المواطن والمقيم. ولعلي أسجل تقديري الخاص للخالدين "التويجري والعيسى" لأنهما بهذه الشاشة فتحا باب مكتب الملك على مصراعيه ليصله نبض المجتمع ورأيه، في حين يبالغ بعض المسؤولين عن مكاتب الوزراء والقياديين في وضع الحواجز بين المواطن والمسؤول، وربما يزين البعض للمسؤول سوء عمله فلا تصل له شكاوى المواطنين من خدمات القطاع الذي أؤتمن عليه، وهنا يتحول الأمر إلى خيانة للأمانة حيث يتخذ المسؤول قراراته بناء على رؤية غير صحيحة لعدم وجود شاشة كشاشة الملك. تغريدة tweet: أكتب مقال اليوم من الدوحة حيث أشارك في ورشة عمل عن دور الإعلام الرياضي في نشر وتعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية، وهو جانب مهم ومهمل في الإعلام الرياضي الخليجي بشكل عام والسعودي على وجه الخصوص، ولذلك سأخصص مقالاً قادما بإذن الله عن هذا الجانب الهام وأنتظر مقترحاتكم فكلنا نعمل لخدمة المجتمع .. وعلى منصات المسؤولية الاجتماعية نلتقي،،،