رحل تركي
هكذا بدون مقدمات رحل "تركي بن سلطان" عن الدنيا الفانية وانتقل إلى رحمة الله، ولم يكن هناك مقدمات للوداع فكان الفراق أصعب والفاجعة أكبر، ولذلك فإن الزملاء بالإعلام الرياضي سيجدون صعوبة في رثاء رجل لم يمنحهم الفرصة للاستعداد لمثل هذا اليوم، وربما يكون الأمر على مثلي أصعب لأنني لم أتعامل كثيراً مع الرجل الذي أحدث نقلة نوعية في الإعلام الرياضي. رحل "تركي" بعد أن منح الإعلاميين مساحة واسعة من حرية الرأي أحسن الغالبية استثمارها لنقد الواقع وتشخيص القصور وتقديم العلاج واقتراح الحلول، بينما أساء البعض استغلالها فمارسوا التجريح والتسطيح من خلال برامج ومقالات تفرغت للشتم وزيادة الجراح، ولا يلام الأمير على نتاج الإعلام الرياضي لأن مهمته فتح الأبواب وتمهيد الطرق وترك الحرية للإعلاميين لاختيار الطريق المناسب. رحل "تركي" وقد كان الداعم الأكبر للإعلام الرياضي السعودي، يفتح صدره لكل الإعلاميين ويدعم من يطلب الدعم ويساند من يستحق المساندة، بل تجاوز ذلك بالسماح لمن يريد التألق خارجياً فلم يضيق على أحد ولم يحرمه فرصة التعاون والتعاقد مع وسائل الإعلام الخليجية، فرأينا نجوماً سعودية تتألق في القنوات والصحافة القريبة والبعيدة، ولم يكن ذلك ليحدث إلا بفتح الأبواب. رحل "تركي" وترك وراءه تركة ثقيلة سيحملها دون شك من سيتولى إدارة "هيئة الإذاعة والتلفزيون" التي تم إقرارها وتشكيلها مؤخراً، وأرى في الأستاذ "عبدالرحمن الهزاع" الرجل القادر على تطوير واقع الإعلام الرياضي من خلال خبرته المتراكمة وعقليته المتجددة وأفقه الواسع، وأنتظر منه وضع خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة لإحداث قفزات أكبر في الإعلام الذي يؤثر في الشباب. رحل "تركي" وسيكون لزاماً على الإعلام الرياضي أن ينعيه أكثر من أي إعلام آخر فقد كان قريباً من الرياضيين واختار الإشراف على القناة الرياضية دون غيرها لعلمه بأهميتها. تغريدة tweet: "كفى بالموت واعضاً" أقولها وكل منا يعلم يقيناً أنه سيرحل يوماً من هذه الدنيا الفانية، ولكن يستحيل على أحد أن يعرف ساعة الرحيل، ولذلك أوصي الجميع وأبدأ بنفسي بأن نتقي الله في القول والعمل، وأن نعرف حجم المسؤولية التي تقع على عاتقنا، فنحن مستأمنون على عقول شباب الوطن، وعلينا أن نتحمل المسؤولية والأمانة التي أشفقت من حملها الجبال .. وعلى منصات التعازي نلتقي،،،