التداوي بالهواية
ننظر للهواية في كثير من الأحيان وكأنها وسيلة لقضاء الوقت في الممتع والمفيد، وتتطور الهواية لتصبح حرفة يمتهنها الشخص ليحقق طموحه المادي والمعنوي، ولكننا لا ننظر لأبعد من ذلك لنكتشف أهمية الهواية في تحفيز المرء على بذل الجهد والتفوق على نفسه مرة بعد أخرى، ولعل حديثي اليوم عن التداوي بالهواية سواء كانت رياضة أم فن أم غيرهما. وقد لفت نظري قيام الكثير من الجمعيات الخيرية بتبني فكرة “التداوي بالهواية”، بحيث تعالج أمراض الإعاقة والتوحد وغيرها من خلال هوايات يحبها الأطفال، ولعلي لم آت بجديد سوى تسليط الضوء على تجارب قام بها رواد في هذا المجال اقتطعوا من وقتهم وجهدهم ومالهم ما يخففون به على أطفال حرمتهم إحتياجاتهم الخاصة من الاختلاط بالمجتمع الذي ينتمون إليه. لقد رأينا كيف يتحول ذوو الاحتياجات الخاصة إلى ذوي القدرات الخارقة في نماذج يفتخر بها كل من له صلة بتفجير تلك الطاقات المكبلة بقيود الإعاقة والمرض، فرأينا في العام الماضي في “شبه أولمبياد لندن” أبطالاً يحققون المعجزات على أرض الواقع، وقد كنت محظوظاً بحضور مؤتمر “أهداف الدوحة” لأشاهد عن قرب إعجاز أبطال مثل “أوسكار” الذي تفوق بساقيه الصناعيين على جواد سباق أمام أعين الجماهير وعدسات التصوير. كما أن الفنون التشكيلية تمثل دون شك منصة مثالية لردم الفجوة بين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمجتمع، وذلك من خلال ورش الأعمال الفنية ومعارض بيع منتجات تلك الورش، بل أن تلك الفكرة قد تنتج لنا موهوبين وموهوبات في فنون الديكور والهندسة وغيرها، وأتمنى من قطاع الأعمال أن يضع ضمن البرامج الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية أفكاراً رائدة تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال “التداوي بالهواية”. تغريدة tweet: في شهر أبريل المقبل سيقام في دبي مؤتمر هام بعنوان “الرياضة والسلام”، وأتمنى أن يكون للسعودية دور فاعل فيه من خلال الهيئات والأندية الرياضية، لنثبت للعالم أننا شعب محب للسلام يستطيع من خلال الرياضة فتح آفاق التعاون والتواصل مع الآخر ليبني من خلال النشاط الرياضي جسراً ينشر السلام والعدل بين شعوب العالم، ويقيني أن الإنسان المسلم بطبيعته مجبول على الود والحميمية وتقبل الآخرين، والمؤتمر فرصة للتأكيد على المعدن السعودي الأصيل.. وعلى منصات السلام نلتقي،