أعيدوا للزعيم هيبته
أن يخسر الفريق الهلالي من فريق نادي العين الإماراتي فهذا أمر طبيعي في عالم كرة القدم لأن كرة القدم فوز وخسارة ولكن أن يخسر الفريق الهلالي وبهذا المستوى المتواضع وكأنه فريق عادي فهنالك أكثر من علامات استفهام فالهلال ليس في قاموسه الإرهاق ولا تغيير المدربين فالهلال هو من يصنع المدربين. ـ لست من عشاق اللون الأزرق ولكنني متذوق ومحب لكرة القدم وأعرف تاريخ كرة القدم السعودية فالفريق الهلالي اعتدنا منه وعبر تاريخه الطويل في عالم المجنونة كرة القدم أنه عندما يخسر مباراة يخسرها بشرف ويقاتل إلى آخر رمق له في المباراة. ـ لأن لاعبي نادي الهلال في السابق لهم مواصفات وطبيعة خاصة تختلف عن الأندية الأخرى (يتم توارثها جيلاً بعد جيل) ويتم زرعها في اللاعبين منذ الصغر فكلنا نتذكر الأجيال التي تعاقبت على الفريق الهلالي وأبرزهم (محسن بخيت وفهد عبدالواحد وسمير سلطان وصالح النعيمة ويوسف الثنيان وسعد مبارك وعبادي الهذلول وفيصل أبوثنين وفهد المصيبيح وسامي الجابر ومحمد الشلهوب) وظل قوياً شامخاً يحصد البطولة تلو الأخرى حتى حقق رقماً قياسيا في تحقيق البطولات يفوق جميع الأندية السعودية وبمراحل عديدة. ـ في داخل البيت الهلالي عندما يبرز نجم صغير يحتويه ويحافظ عليه اللاعبون الكبار وهذه ثقافة كانت تبرز داخل أسوار الفريق الهلالي وكان آخر هؤلاء النجوم الذين رعاهم هؤلاء النجوم السابقون اللاعب محمـد الشلهوب ولهذا فإن هذا اللاعب عندما يكون داخل الملعب يشعر محبي الأزرق بالراحة والطمأنينة لأنه آخر الأجيال السابقة الذي تربى وترعرع في أحضان هؤلاء النجوم. ـ يروي لي أحد لاعبي الهلال من (الجيل السابق) ويقول كنت لاعباً في درجة الشباب وتم اختياري للمشاركة مع الفريق الهلالي الأول وكان ذلك حلماً لي أن أشارك مع هذه الكوكبة من النجوم وفي هذا العام حققنا بطولة محلية وتم توزيع مكافأة تحقيق البطولة وكان مقدارها في ذلك الوقت ثمانون ألف ريال وعندما استلمتها كنت فرحاً بها لأنها أعلى مبلغ أستلمه في حياتي ولكنني فوجئت باثنين من اللاعبين الكبار يأخذون المبلغ مني ويقولون لي أنت لا زلت لاعبا صغيرا والمستقبل أمامك وسوف نبحث لك عن مشروع استثماري جيد يفيدك ويخدمك مستقبلاً. ـ وبعد أسبوع تقريباً اتصلوا علي وقالوا لي تعال لنا في المحكمة (شرينا لك أرض في الحي الفلاني)، ويقول لم أواصل اللعب مع الفريق الهلالي لفترة طويلة ولكن هذه الأرض بعتها بعد فترة بخمسمائة ألف ريال وكانت من أسباب امتلاكي لمنزلي الحالي لي ولعائلتي وهذه القصة مثال بسيط لسبب قوة الفريق الهلالي (التلاحم والترابط بين اللاعبين) الذي أتمنى أن يستمر في الهلال وغيره من أنديتنا. ـ لسان حال كل هلالي مخضرم مثل أخي الأكبر (منصور) العاشق والمحب للكيان الهلالي منذ الصغر يقول (أعيدوا للزعيم هيبته). تغريدة أعرف أن هنالك نماذج مشرفة في جميع أنديتنا، ولكن في زمن المادة والاحتراف بدأت تختفي لهذا فإن أنديتنا مطالبة بتوعية اللاعبين المقبلين على عالم الاحتراف عن كيفية إدارة أموالهم والطرق المثالية لاستثمارها لأن لدينا نجوما اختفوا بعد استلامهم للملايين ولم نعد نراهم على المستطيل الأخضر.