2013-03-27 | 07:24 مقالات

الربيع الخليجي

مشاركة الخبر      

كنت ولازلت وسأظل معترضاً على تسمية الثورات العربية التي عصفت بالشعوب قبل الحكام بـ "الربيع العربي"، فهي برأيي المتواضع خريف أدى إلى تساقط مقومات المجتمع المدني بانتظار قيام حكومات تستعيد عافية الاقتصاد الذي انهار حين عطلت المظاهرات عمل المؤسسات فتعطلت معها عجلة الاقتصاد. نحمد الله الذي أنقذ دول مجلس التعاون الخليجي من سموم ذلك الخريف، وندعو الله أن يزيد ربيعنا فيثمر مزيداً من الرخاء والأمن، وقد جمعتني الطائرة المتجهة إلى دبي بـ "يوسف البلوي" الذي قضى سنوات طويلة من العمل الدبلوماسي متنقلاً بين عدد من دول العالم، فتحدثنا عن شؤون الوطن وشجونه كمواطنين محبين لوطنهما، وكانت فكرة "الربيع الخليجي" نتاج حوار هادئ تتلخص في توحيد إجازة الربيع في دول مجلس التعاون ليقام فيها "مهرجان الربيع الخليجي" الذي يجمعنا على الحب والصفاء والمودة. "مهرجان الربيع الخليجي" سيكون تجسيداً حقيقياً لعبارة "خليجنا واحد" التي نرددها قولاً ونتمناها عملاً، وربما يكون المهرجان بالتزامن في كل مدن الخليج ليحتفل المقيمون والضيوف في آن واحد بفعاليات أسبوع الإخاء والتواصل، أو قد يرى صناع القرار أن يكون المهرجان متنقلاً بين دول مجلس التعاون بحيث يكون كل عام في دولة ليتنافس أبناء العمومة على حسن الاستضافة وتنوع الفعاليات، ويمكن المزج بين الطريقتين بحيث يقام المهرجان في جميع المدن مع تحديد مدينة مركزية يكون فيها حفلا الافتتاح والختام على غرار البطولات الرياضية. إن القواسم المشتركة التي تجمع أبناء مجلس التعاون كفيلة بإذابتهم في بوتقة وطن واحد يستوعب جميع الأطياف، فالفوارق بيننا لاتتعدى الرتوش التي تميز بين أبناء العمومة ليبقى الأصل واحداً بالتشابه الكبير في أساسيات الحياة والمعتقدات والعادات ومقومات المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن المحزن أن ينشأ بيننا أي خلاف بسبب الرياضة أو غيرها لأننا قادرون على تحويل الخلاف إلى ائتلاف، ويقيني أن ذلك سيتحقق من خلال "مهرجان الربيع الخليجي". تغريدة : سيزداد أبناء دول مجلس التعاون قوة على قوتهم إذا اتحدت كلمتنا، فنحن أقدر على تقرير مصيرنا وتحديد أولوياتنا، شريطة أن نضع مصلحة مجلس التعاون الخليجي أولاً ثم مصلحة الوطن ونترك المصلحة الشخصية في المقام الأخير، فتغليب المصلحة العامة أساس النجاح.. وعلى منصات الربيع الخليجي نلتقي.