السعوديون قادمون
في العام1998 كان “بلاتر” يخوض معركته الانتخابية الأولى ضد المخضرم الخبير “يوهانسون”، ولك أن تتخيل فوارق القوى بين أمين عام الاتحاد الدولي ورئيس الاتحاد الأوروبي، والجميع يعرف من فاز وكيف فاز وأبطال الفوز وفي مقدمتهم المغفور له بإذن الله “فيصل بن فهد”، حيث تؤكد الروايات أن “بلاتر” كان في المؤتمر الإعلامي الذي أعقب الانتصار الكبير، وحين لمح الأمير الراحل يدخل من باب القاعة ترك المؤتمر وهرع لاحتضان الرجل الذي مكّنه من الفوز، ولازلت أسمع رئيس الفيفا يردد العرفان بالفضل والتقدير للقيادة الرياضية السعودية في كل مناسبة. وحين استشهد الشيخ “فهد الأحمد” رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي تطاولت بعض الرقاب وارتفعت الرؤوس لخلافته، خصوصاً وابنه البكر لم يبلغ السن النظامية لرئاسة المجلس الذي يضم أربعة وأربعين لجنة أولمبية، فتدخل المغفور له بإذن الله “فيصل بن فهد” وقام بعقد جمعية عمومية طارئة لتغيير النظام لكي يمكّن ابن الشهيد من خلافة والده، فاعتلى الشيخ “أحمد الفهد” هرم الرياضة الآسيوية منذ أكثر من عشرين عاماً بفضل الله ثم بفضل صانع الرجال والأبطال الرجل البطل “فيصل بن فهد بن عبدالعزيز”، وسنردد هذا الاسم الخالد في سماء الرياضة السعودية والقارية والدولية. رحل الرجل العظيم وترك خلفه شواهد للإنجاز لن تغيبها السنين وإن طالت، فكأس الفيفا للقارات كانت فكرته وحملت اسم والده حتى توفاه الله فتغيّر الاسم وبقيت البطولة، وسيتذكر التاريخ أن الدولة التي يتساءل البعض عن قدرتها على تنظيم بعض البطولات كانت في العام1989 قد نظمت بطولة العالم للشباب، وسيبقى ذكر الراحل عطراً لقدرته على التأثير على القرارات الرياضية في العالم بأسره من مكتبه في الرياض، وعلينا أن نقبل بالحقيقة القاسية بأن غيابه لن يعوّض. تغريدة tweet: رحل “فيصل بن فهد” فغابت شخصية البطل الأوحد، وأصبحنا بحاجة لعدد من الأبطال لسد الفراغ الذي تركه الراحل البطل، ولذلك كانت فكرة نجله “نواف بن فيصل” ببناء جيل من القيادات السعودية الشابة التي يمكن لها أن تعيد لنا القدرة للتأثير على القرار ورسم السياسات المستقبلية للرياضة السعودية والقارية والدولية، وعلينا أن نتعاون جميعاً على تمهيد الطريق لجيل قادم يتسلح بالعلم والشغف والقدرة على مواجهة التحديات .. وعلى منصات الجيل القادم نلتقي،،،