ثقافة القطيع
أرجو ألا يساء فهم العنوان فهو مصطلح في علم الاجتماع يعني أن عامة الناس يتبعون الرأي الأول ويصدقون الشائعة ويتناقلون الأخبار والأرقام دون تثبت، مثلهم في ذلك مثل القطيع الذي يتبع أحد أفراده أينما ذهب، وتلك طبيعة بشرية نراها في الهروب الجماعي من المجهول فإذا رأينا الناس تركض ركضنا معهم قبل أن نتثبت من سبب الركض، ففي تويتر نشاهد المغردين يتناقلون الخبر وكأنه حقيقة ثابتة لا تتغير مهما تمّ إيضاح الأمر فالحقيقة تضيع مع “ثقافة القطيع”. بالأمس تناقل الكثيرون قصة بيع العلك الأخير للسير “أليكس فيرجسون” في مزاد، وكانت الأرقام تتزايد بشكل لا يقبله العقل والمنطق، وقد بحثت عند “العم جوجل” فوجدت تناقضات كبيرة في الرقم النهائي بين جريدة “ميترو” الشعبية وصور لصفحة مواقع المزادات وتغريدات وصلت بالرقم لثلاثة ملايين ريال، ولكن المعلومات المؤكدة أن مشجعاً ادعى أنه حصل على آخر علكة مضغها السير وتم عرضها في موقع المزادات الشهير “ebay” في علبة زجاجية فاخرة قاعدتها خشبية وتجلس فيها العلكة الممضوغة على قماش أحمر، وسيذهب عائد البيع لجمعية مانشستر يونايتد الخيرية، وكأن المدرب العظيم يريد أن يعلمنا عدداً من الدروس حتى في رحيله، لعل أهمها التثبت من صحة الخبر بدلاً من “ثقافة القطيع”. وقبل أمس كان النجم الأرجنتيني “ميسي” ضيفاً على برنامج “المجلس” في قناة “الدوري والكأس”، وتناقل بعض المغردين أن القناة دفعت له عشرة ملايين للظهور في البرنامج مع اختلاف العملات بين الريال القطري والدولار واليورو، وهو أمر غير قابل للتصديق تحديّت فيه أحد عشاق النجم ومروجي الخبر بعد أن حاولت إقناعه بأن ظهوره جزء من الحملة الترويجية لهوية شركة الاتصالات القطرية، وتأكدت من ذلك باتصال مع القناة كتبته في تغريدة مختصرة، وجاء الخبر اليقين بمجانية ذلك الظهور الإعلامي من الصديق والزميل “خالد جاسم”، ولكن بعض مروّجي الخبر لم يعتذروا والزميل الذي تحديته أقفل جواله واختفى حتى كتابة هذا المقال، فمتى نتخلص من “ثقافة القطيع”. تغريدة tweet: قال تعالى (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ أَن تُصِيبُواْ قَوْمَا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، ليتنا نستشعر هذه الآية العظيمة قبل تناقل الأخبار .. وعلى منصات الوعي نلتقي،،،