قوة الضعفاء
المحترفون من الاتحادات والأندية والقيادات الرياضية ينشدون المزيد من الاحتراف، ويتفقون على القرارات الرشيدة ويخططون لمستقبل أفضل محلياً وقارياً ودولياً، ولكن ـ وآه من هذه الــ”لكن” ـ القرار في نهاية المطاف للغالبية في المجلس الأعلى الذي يملك السلطة العليا، وهنا مربط الفرس ومكمن المشكلة. في رابطة دوري المحترفين السعودي وافقت الغالبية على تسمية الدوري الممتاز “دوري عبداللطيف جميل للمحترفين”، لأن الشركة الراعية تريد هذا الاسم والأندية بأمس الحاجة للمال ولا تعنيهم التسمية ولا أدري هل سيتغير القرار إذا قام أحد هوامير مزايين الإبل بدفع مبلغ أكبر ليسمى الدوري باسم شركة تحمل اسم البعير الغالي عنده، أو قامت شركة تنتج حفائظ الأطفال برعاية الدوري وتسميته باسم منتجها، طالما قرار الأغلبية مرتبط برغبة من يدفع دون شرط أو قيد. في دوري المحترفين الآسيوي ستنهار كل المعايير لأن غالبية أعضاء اللجنة التنفيذية يريدون المشاركة في البطولة الأهم دون العمل على تطبيق المعايير التي بذل الاتحاد الآسيوي الجهد والمال لتحديدها وتطبيقها، ولكنه قرار الغالبية الذي سيحقق مصالح الضعفاء والهواة على حساب المحترفين، وربما يتقلص عدد المقاعد السعودية والقطرية والإماراتية لإفساح الطريق لمشاركة أندية من الأردن والكويت وعمان دون تحقيقهم للمعايير طالما وافق الغالبية على ذلك. في الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يتم تحديد الحد الأعلى للعمر/الفترة للرئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية رغم أن العقل والمنطق يؤيدان ذلك، ولكن الرئيس الذي تجاوز السن المفترض يسيطر على الاتحادات الصغيرة والضعيفة ويستمد قوته منهم، ولذلك فشلت أوروبا بكل قوتها وسطوتها من تمرير القرار واكتفت بالامتناع عن التصويت، ويقيني أن القرار سيؤجل مرة أخرى أو لا تتم الموافقة عليه لأن الأغلبية مع الرئيس. تغريدة tweet: الديمقراطية مطلب حضاري شريطة أن تتوفر متطلباتها التي تبدأ من معرفة الناخبين بأهمية الصوت وأمانة التصويت، أما حالنا اليوم فيفترض أن يصوّت أصحاب الاختصاص المؤتمنون فقط، فكيف تصوّت اتحادات لم يسبق لها أن شاركت في كأس العالم على اختيار من ينظّم كأس العالم؟ وكيف يقرر مصير دوري المحترفين الآسيوي من ليس لديه دوري محلي .. وعلى منصات الضعفاء نلتقي،،،