الشغف والإبداع
اطلعت بسعادة على مجلة "الإدارة في حياتنا" بأقلام طالبات جامعة الإمام، وتوقفت عند مقولة "كونفرشيوس": "اختر وظيفة تحبها ولن تضطر للعمل يوماً واحداً طيلة حياتك"، حيث يقصد أنك حين من يستمتع بعمله لايشعر بأنه عمل مرهق ولن يشعر بالضغط والملل أبداً. وهذا الموظف الشغوف بوظيفته سيبدع فيما يعمل وينتج في كل وقت دون الخضوع لحواجز العمل المرتبطة بالزمان والمكان، لأن هذا الشغوف قادر على الإبداع والابتكار في جميع الظروف دون أن ينظر لبدء الدوام ونهايته أو ينتظر مكافأة أو خطاب شكر، فهو في الأساس مستمتع بما يقوم به من عمل حتى لو كان مرهقاً. إنني على يقين أن العائق الأكبر نحو تقدم بلادنا في شتى المجالات بما فيها القطاع الرياضي هو انخفاض معدل الشغف بالوظيفة وبالتالي تناقص المتعة المؤدية لتناقص الإبداع، فالإنجاز والتفوق ينتهي حين يبدأ الموظف بالنظر لعمله على أساس أنه مصدر عيش روتيني يؤديه في حدود النظام الذي يكفل له الحصول على مرتبه نهاية الشهر، ولذلك أقول بأن غالبية النماذج المشرفة في المجال الرياضي تملك الشغف الرياضي فلا تشعر بعبء العمل بقدر ما تشعر بالمتعة من أدائه، بل إنني لا أبالغ حين أقول بأن غالبية العاملين في المجال لا يملكون ذلك الشغف فيحبطون الشغوف بسلوكهم. وأختم المقال بمقولة "جي دبليو جريف": "ليس هناك مستقبل في أي وظيفة وإنما المستقبل في الشخص الذي يشغل هذه الوظيفة"، أي أن الوظائف محطات لصقل موهبة الأشخاص بحيث تتطور قدراتهم لينتقلوا إلى وظائف أفضل في المستقبل، ومن المحزن أن هناك من يتمسك بكرسي الوظيفة ذاتها لفترة تطول حتى لا يستطيع تقديم المزيد ويقف حجر عثرة بطريق الآخرين. تغريدة tweet: أطلب دائماً من طلابي قراءة الجديد والمفيد من الكتب الصغيرة المعنية بتطوير الذات ومنها كتاب "بول آردين": It’s Not How Good You Are, It’s How Good You Want to Be حيث يركز هذا الكتاب الأكثر مبيعاً في العالم على تطوير الذات من خلال التعلم من الخطأ والسعي للإبداع وابتكار طرق جديدة لحل مشكلات العمل بطريقة ترفع من كفاءة أداء الفرد إذا آمن بقدراته على تطوير نفسه ومن حوله .. وعلى منصات التطوير نلتقي.