2014-03-22 | 07:24 مقالات

دانة الدنيا

مشاركة الخبر      

في دبي تجتمع جميع أطياف المجتمع السعودي في سلام ووئام دون حاجة لرقيب يفرض عليهم إرادته وفكره، في نفس المكان يجلس الملتحي والحليق ويتجاور من يلبس الثوب مع صاحب الشورت والبنطال، ويجمع المكان المنقبة مع من لا تلبس العباءة، ولم أشاهد أو أسمع حالة اعتداء على الحريات، فالكل يمارس حريته دون المساس بحريّات الآخرين، فالنظام موجود ومعروف ويطبق على الجميع.

مئات الآلاف من السعوديين يتواجدون في هذه الإجازة لعشرة أيام ينفقون فيها قرابة عشرة مليارات على الطيران والسكن والتسوق والأكل والترفيه البريء للكبار والصغار، ولم أجد سبباً مقنعاً لعدم توفر تلك المقومات في السعودية طالما جميع أطياف المجتمع السعودي تأتي لتستمتع بها هنا في "دانة الدنيا".

كان هناك من يحرم تعليم المرأة ويجرّم من يشاهد الفضائيات، وأصبح اليوم يملأ المدارس والجامعات ببناته وحفيداته ويسابق غيره على الظهور في الفضائيات، وقرار تغيير الإجازة الأسبوعية من الخميس إلى السبت استغرق أكثر من عشرين عاماً من التردد بسبب الرأي المعارض للتغيير، فكم سنة نحتاج ليكون في بلادنا متنفس لمجتمع يبحث عن حريات تتناسب مع طبيعته المحافظة؟

هناك ثقافة سياحية عامة في دبي تلمسها منذ وصولك للمطار حتى تغادر، فالجميع يرحب بك ويشعرك أنك أنت صاحب الدار، مع شعور صادق بأن حقوقك محفوظة وأن القانون يحميك ويحمي غيرك منك، ولذلك تجد المجتمع السعودي متعايشاً مع نفسه بطريقة أفضل في دبي، ولسان حالنا يقول هذه المدينة التي نحلم بها في بلادنا، وحين نتخلص من سيطرة البعض على القرار وتعطيله سيكون لدينا مثل دبي مول وجميرة ومارينا وغيرها من الأماكن التي ينفق فيها السعوديون ملياراتهم على المباحات شرعاً الممنوعات عرفاً، حينها يمكن أن تنهض السياحة الداخلية ونسمي بعض المدن السعودية "دانة الدنيا".



تغريدة tweet:

تفاجأت حين علمت أن نجوم مؤتمر دبي الرياضي يأتون دون الحصول على مبالغ مالية نظير المشاركة، فيكتفون بتذاكر السفر والإقامة لهم ولعائلاتهم، بل إن مورينهو جاء بطائرته الخاصة وسكن مع أسرته على حسابه الخاص مؤكداً لي بأنها إحدى أفضل إجازاته العائلية التي سيكررها كثيراً، ما الخلطة السحرية التي جعلت جميع أطياف المجتمع الدولي تستمتع بزيارة "دانة الدنيا" .. وعلى منصات الحرية نلتقي.