شيطان التفاصيل
تقول الحكمة الغربية:" The Devil is in the Details "، ويعنى بها أن التفاصيل الصغيرة هي التي تحسم المسائل الكبيرة، وكرة القدم تجاوزت اليوم كونها صناعة بل أصبحت منهج حياة نتعلم منها دروساً تؤكد الحكمة الغربية.
في هذا الموسم كان "ريال مدريد" يسير بالاتجاه الصحيح نحو التتويج بالثلاثية، بعد أن نجح "أنشيلوتي" باتخاذ قرار هام يقضي بالاستقرار في أهم مركز في الفريق، حيث قرر أن يكون "لوبيز" حارساً لجميع مباريات الدوري، في حين يتولى "كاسياس" حماية العرين في مباريات الكؤوس، وسارت الأمور لصالح الملكي الذي خطف الكأس في كلاسيكو ستظل ذكراه معطرة بإبداع الحارس وأغلى لاعب بالعالم، مع وصول الفريق لنهائي دوري الأبطال في "لشبونة" معقل ثلاثة من نجوم الفريق، في وقت تفصل الفريق عن التتويج بالدوري أربع مباريات في متناول اليد، فما الذي حدث؟
اتخذ المدرب قراراً غريباً بتدوير المباريات الأربع بين الحارسين، فارتبك الفريق وانعدم الاستقرار، وصاحب ذلك قرار إداري أغرب، فقد كان كل لاعب يحصل على خمسين تذكرة ضيافة لكل مباراة يهديها لمن يحب، فجاء القرار بتخفيض التذاكر إلى النصف وخصم قيمتها من راتب اللاعب، فاهتزت الثقة وخسر الفريق سبع نقاط في ثلاث مباريات كانت كفيلة بوضع الفريق في الصدارة. إنها تفاصيل صغيرة أدت إلى ضياع اللقب الذي كان في اليد فتذكرت مثلاً أجمل وأكثر حكمة يقول: " if it ain’t broke, don’t fix it " بمعنى إذا لم تكن معطلة فلا تصلحها، ليت "أنشيلوتي" فهم الحكمة.
في نفس الدوري كان "أتلتيكومدريد" قاب قوسين أو أدنى من حسم اللقب إلا أن حارس "ملقه" تصدى لكرة رائعة في المقص بالثواني الأخيرة من عمر المباراة، فتأجل الحسم وصار اللقب أقرب إلى "برشلونة".
تغريدة tweet:
من أعجب التفاصيل الدقيقة في كرة القدم العالمية صد "بوفون" لكرة رأسية رائعة للأسطورة "زيدان" بالشوط الثاني الإضافي بنهائي كأس العالم2006، كان تسجيلها كفيلا بتحقيق فرنسا للقب الثاني وتحويل "زيدان" لبطل فوق العادة، ولكن بعد تلك الصدّة الرائعة فقد البطل أعصابه ونطح "ماترازي" فكانت نهاية سيئة لنجم مازال يعتبر ثالث أعظم الأساطير مع بيليه ومارادونا، لكن تسجيل ذلك الهدف كان سيجعله الأعظم.. وعلى منصات التفاصيل نلتقي،،،