2014-08-30 | 07:01 مقالات

علاقاتنا الداخلية

مشاركة الخبر      

كتبت مقالي الماضي عن "علاقاتنا الدولية" وسأستمر بالحديث عنها حتى يصل صوتي للجميع، واليوم أتحدث عن "علاقاتنا الداخلية" التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على بناء منظومة الرياضة السعودية وصورتها في عيون المتابعين والمنتمين لها داخلياً وخارجياً، وليس علينا "إعادة اختراع العجلة" حيث يكفينا التعلم من تجارب الآخرين في الجوار أو في أقصى الشرق والغرب، ولعلي أكتفي بسرد وقائع عايشتها بنفسي ولا تحتاج للمزيد من الإيضاح.

يشيد "باتريس إيفرا" بسياسة "مانشستريونايتد" في التعامل مع نجومه السابقين، حيث يوجد بالنادي إدارة للعلاقات مهمتها استقبالهم وتكريمهم متى رغبوا في حضور أي مباراة، وحين تشاهد كهلاً طاعناً في السن يجلس في المنصة تعلم أنه كان لاعباً قبل أربعين أو خمسين سنة، بل إن في المنصة كرسي كان يجلس عليه شخص مات مع ضحايا طائرة ميونخ1958م ولازال أبناءه وأحفاده يحضرون للجلوس في الكرسي الذي لازال مخصصاً للفقيد.

في المقابل يأتي أحد أساطير الكرة السعودية بحفيده لحضور تدريب للفريق فيمنع من دخول النادي فكيف يشرح للحفيد لغة الجحود، ويتصل أسطورة آخر يطلب تذاكر لمباراة هامّة للفريق فيتم رفض طلبه بحجة نفاد التذاكر، ويقترب أسطورة ثالث من غرفة ملابس الفريق لتهنئتهم بالفوز فيظهر له بعض أعضاء مجلس الإدارة عدم ارتياحهم لوجوده، ولا تكفي مساحة المقال لقصص تعرفون أكثر منها وأقسى لواقع مخيب للآمال لا يجسد أخلاق الرياضة.

وفي الجزء المملوء من الكأس قصص إيجابية لمواقف بطولية "نادرة" تعكس الوفاء، وكان الأمل أن تكون هي القاعدة وليست الاستثناء في زمن الجحود الناتج عن غياب أو ضعف "علاقاتنا الداخلية".



تغريدة tweet:

رحل المغفور له بإذن الله "عبدالله الدبل" بعد أن قدم وقته وجهده وماله لكرة القدم السعودية، ومات بأزمة قلبية جراء الشعور بالقهر على خسارة منتخبنا السعودي لنصف نهائي خليجي18 في أبوظبي بعد نهاية المباراة بساعتين، وقد بكى رئيس الاتحاد الآسيوي آنذاك "محمد بن همام" وهو ينعيه بعد أشهر من وفاته وقرر منحه أعلى وسام آسيوي وتسمية جائزة رياضية باسمه، ولم تقدم منظومة الكرة السعودية أي لمسة وفاء للفقيد، ولذلك لم تنجح المحاولات السابقة في استقطاب "خالد عبدالله الدبل" للعمل في اللجان الآسيوية، وستستمر المحاولة، وعلى منصات علاقاتنا الداخلية نلتقي،،،