الداعم والهادم
حين أكتب هنا أو هناك لا أبحث عن رضا الجميع ولا أتحاشى الموضوعات الشائكة التي ينتج عنها ردود أفعال قد تصيبني بالسهام المؤذية لأنني تعودت على ذلك وأصبحت أردد دوماً:
فصرت إذا أصابتني سهام
تكسرت النصالُ على النصالِ
في رأيي المتواضع أن الإعلام حين يغطي المنتخب في بطولة قصيرة مثل دورة الخليج يمكن تقسيمه إلى نوعين رئيسيين هما الداعم والهادم:
فالداعم يقف قلباً وقالباً مع المنتخب منذ بدء البطولة التي لا مجال فيها لشق الصف أو هزّ الثقة في المنتخب الذي يلعب مباريات متعاقبة لا مجال فيها للكثير من التغيير، ولا يعني ذلك عدم توجيه النقد وتفنيد الأخطاء بطريقة حضارية يسبقها تأكيد الدعم الكامل لأضلاع المثلث الذي يقوم عليه الفريق (المدربون، الإداريون، اللاعبون) الذين يحتاجون للدعم المعنوي المستمد من وقوف الجميع خلفهم لمساعدتهم على تحقيق أفضل النتائج، وحين ينتهي المحفل يقدم الإعلام الداعم تقريره المفصّل مدعوماً بمقترحات لمستقبل أفضل قد تشمل تطوير الأضلاع الثلاثة أو تغييرها.
بينما الإعلام الهادم يسدد ضرباته الموجعة للمنتخب أثناء البطولة فيشتت شمل الفريق الواحد ويزرع الشك بين الأضلاع الثلاثة، فيفقد اللاعبون ثقتهم في المدرب والإدارة التي تفقد التركيز على عملها للرد على سهام الإعلام، والنتيجة الحتمية أن المدرب يعمل على شفا جرف هار يعلم أنه سينهار به عند أول خسارة فكيف ينجح في هذه الظروف، والإدارة تنقسم حول التعامل مع الإعلام بين تلبية رغباتهم أو تجاهلها فتفقد وحدة الصف التي يستمد منها المنتخب وحدته، فيما يعيش اللاعبون أبشع أنواع الشتات بين عدم ثقتهم في المدرب الذي لا يثق به الإعلام وعدم ثقتهم في أنفسهم حين تتعالى أصوات التشكيك في اختيارات اللاعبين والقائد والتكتيك فكيف يبدعون في بيئة تقتل الإبداع.
تغريدة tweet:
مبروك للمنتخب القطري فوزه بكأس خليجي22 ولعلي لا أبالغ إذا قلت بأن أهم مسببات نجاح العنابي كانت وقفة الإعلام الرياضي القطري الصادقة مع منتخب بلادهم، الذي تعادل في ثلاث مباريات وسجل هدفاً واحداً فقط، ومع ذلك لم يوجّه الإعلام سهامه تجاه المدرب أو يشكك في قدرات الفريق الذي جاء للرياض مفتقداً خدمات أفضل لاعبيه، ولكن الإعلام الداعم أوصل المنتخب لمنصات التتويج، وعلى منصات الوعي نلتقي،،،