لماذا خسرناك؟
قد يكون مقال اليوم موجهاً لرئيس الهلال المستقيل "عبدالرحمن بن مساعد" ولكنه ينطبق على كل مثالي خسره الوسط الرياضي الذي أصبحنا نردد بأنه "طارد" للمثاليين "مستقطب" لغيرهم، وربما يخالفني الرأي كثيرون لتبقى أمنيتي أن اختلافنا في الرأي لا يفسد للود قضية، فالمأمول والمؤمل أن تكون الرياضة منصة للتقارب في الفكر وأن يكون الحوار الرياضي منهاجاً لثقافة الحوار ولكن ما الذي حدث؟
باختصار يركز الغالبية في المجتمع الرياضي على الجزء الفارغ من الكأس، فيكون النقد سوداوياً يعظّم السلبيات ويتناسى الإيجابيات فيجعل العمل الرياضي صعباً جداً على من يهمه الرأي العام ويسعى لإرضاء الجماهير، فيشعر بالإحباط حين تتكاثر عليه الانتقادات فيغادر مأسوفاً عليه فنندم لرحيله.
"عبدالرحمن بن مساعد" قدّم الكثير للوسط الرياضي من خلال نادي الهلال، فهو إضافة نوعية في دماثة الخلق وكرم العطاء وأدبيات الحوار، وقد كان له – كرئيس ناد – الكثير من الإيجابيات في تطوير منشآت النادي وجلب أميز المدربين واللاعبين وتحقيق العديد من النجاحات على كافة الأصعدة الرياضية والاجتماعية والثقافية، ولكنه بشر يصيب ويخطئ فكانت خطيئته الكبرى إنهاء عقد المدرب "سامي الجابر" ضد رغبة 93% من جماهير النادي نزولاً عند رغبة عدد من أعضاء الشرف، وكنت حينها قد نصحته مخلصاً بعدم اتخاذ ذلك القرار المفصلي الذي قد يهدم ما بناه في السنوات السابقة، وليته سمعني.
سقط الجواد وقبل أن ينهض من كبوته تكاثرت عليه الرماح فجاء الطعن من كل حدب وصوب، وأصبح "الأمير الخلوق" في مرمى السهام من الأصدقاء قبل الخصوم فكانت الاستقالة التي لم نكن نتمناها، فكيف سيجد النادي من ينفق قرابة 300 مليون ريال، وكيف سيخلص في العطاء من عايش تجربة الرئيس المستقيل وأدرك قسوة الوسط الرياضي الذي لا يرحم أحداً ولا يحفظ الفضل ولايركز على الإيجابيات.
تغريدة tweet:
نصيحتي لجميع رؤساء الأندية: "إذا رأيت إعلام الخصوم يبارك سياستك فأنت تسير في الطريق الخطأ"، فنحن في مجتمع يحكم الميول فيه "غالبية" الإعلاميين فيمتدحون خصمهم إذا تخبط في القرارات لأنهم يريدون له المزيد من الضياع، وحين يفتح رئيس النادي أذنه وعينه وعقله لمن لا تهمه مصلحة ذلك الرئيس فإنهم سيزينون له سوء عمله لصالح أنديتهم المنافسة.. وعلى منصات النصيحة الصادقة نلتقي.