أسرار الدكة
المتابع العادي لكرة القدم لا يعرف تفاصيل وأسرار كرة القدم وما يدور في كواليسها، ومن هذه الأسرار ما يحصل من أحداث وتحركات على دكة الاحتياط، وبالرغم من أننا نتابع تحركات الأجهزة الفنية والطبية والإدارية ولاعبي الاحتياط على الدكة، إلا أننا لا نعرف مدى تأثير هذه الدكة سلباً أو إيجاباً على لاعبي الفرق في المستطيل الأخضر.
ـ الكثير من متابعي مباراة الهلال والاتحاد الماضية شاهدوا من خلال الشاشة الفضية الفعل وردة الفعل لمدرب الاتحاد/ بيتوركا واللاعب/ مختار فلاتة على دكة الاحتياط وبعد ذلك تم تعديل التغيير من مختار فلاتة إلى عبدالرحيم جيزاوي ولا أريد أن أدخل في التفاصيل فمثل هذه الأحداث تحصل بكثرة في ملاعب كرة القدم ويشعر بها لاعبو الفريق داخل الملعب وتؤثر على اللاعبين بطريقة سلبية.
ـ يختلف المدربون في جميع أندية العالم في مدى إعطائهم أهمية لدكة الاحتياط وهذا أمر طبيعي؛ فالبعض لا يعطي أهمية لهذا الأمر ويركز فقط على تحركات لاعبي الفريقين ولا يكون له دور فعال على الدكة ويترك لمدير الفريق التحكم بزمام الأمور، ولهذا نلاحظ أن بعض الفرق يظهر بعض الإداريين في الصورة، خاصة إذا كان له شخصية قوية وقلبه وروحه داخل الملعب ويشعر به جميع لاعبي فريقه.
ـ وبعض المدربين تجده ملك الدكة لا يهدأ طوال المباراة يوجه ويتحرك يميناً ويساراً ويتفاعل مع أحداث المباراة ويشعر به اللاعب داخل المستطيل الأخضر ويكون دائماً أول من يستقبل اللاعب عند تحقيق هدف أو عند إجراء تغيير وتجده مسيطراً على جميع الأمور في الملعب وعلى دكة الاحتياط وحتى لاعبي الفريق المتواجدين في المدرج.
ـ وأقرب مثال على ذلك مدرب فريق النصر السابق/ كارينو الذي يعد نموذجاً رائعاً لهذه المدرسة التي تعتمد على الناحية النفسية والتفاعل مع اللاعبين بشكل إيجابي يجعل اللاعب الاحتياط ينزل للملعب وهو يمتلك روحاً معنوية عالية ويدخل في أجواء المباراة مباشرة مهما كانت مكانته كلاعب خبرة أو لاعب مبتدئ.
ـ وهناك مدربون آخرون لهم طقوس وحركات غريبة على الدكة ويقومون بحركات تمثيلية مبالغ فيها مثل ركل الكرسي ورمي قوارير المياه وتعبيرات الوجه المتجهمة ولا شك أن هذه التصرفات غير العقلانية لها تأثير سلبي على اللاعبين في دكة الاحتياط وداخل الملعب وأقرب مثال على ذلك مدرب الشباب السابق برودوم.
ـ عالم كرة القدم مليء بالعجائب والأحداث التي لن تنتهي، خاصة عندما تقترب من العشب الأخضر وتشعر بنبض اللاعب. ولا شك أن الكتابة عن هذا الموضوع تطول ولن تنتهي ولهذا أحببت أن يكون لي نصيب في التطرق لهذا الموضوع المهم الذي يغفل عن أهميته الكثير من مسيري الكرة السعودية عند اختيارهم للمدربين؛ فقراءة المباريات والتمارين الجادة لا تكفي أن يكون المدرب ناجحاً؛ فهناك جوانب أخرى يجب أن ننظر إليها ومنها تصرفات المدرب على دكة الاحتياط التي قد تفقدك العديد من النجوم.
* كاتب صحفي