2015-07-08 | 02:53 مقالات

شيخ الرياضيين

مشاركة الخبر      

صدر قرار رسمي بعدم إطلاق كلمة شيخ إلا على أصحاب الفضيلة العلماء والقضاة ومن في حكمهم، إلا أن لصاغة الذهب شيخهم كما لمعارض السيارات وغيرها من المجالات "شيخ" يحتل مكانة الريادة بينهم، ونحن معشر الرياضيين قد اتفقنا منذ عقود على اختيار شيخنا الذي ساهم في وضع اللبنات الأساسية للرياضة السعودية بتأسيس ناديي الشباب والهلال والمساهمة الفعّالة في بدايات الأهلي والنصر، فكان الشيخ عبدالرحمن بن سعيد "شيخ الرياضيين".
كانت البدايات صعبة جداً في مجتمع محافظ منغلق على نفسه يرى أن الرياضة دخيلة عليه، فكان الرفض قاطعاً يصل درجة التحريم عند البعض، ولكن "شيخ الرياضيين" تصدى للموجة بقوة متسلحاً بعقله المستنير ورؤيته الثاقبة وأفقه الواسع، فقاد الركب بتأسيس نادي الشباب ولم يكتف بذلك بل قام بأهم أعماله الخالدة وأسس نادي الهلال الذي ارتبط به معظم حياته وكان له الدور الأكبر في تحويله لأعظم الأندية الآسيوية وتنصيبه زعيماً على نصف الكرة الأرضية.
وربما كانت السمة الأهم في شخصية "شيخ الرياضيين" أن الانتماء لكيان الهلال لم يمنعه من إنقاذ كل من النصر والأهلي من أزمتين ماليتين كادتا تعصفان بهما لقناعته بأن المنافسة الرياضية هي أساس النجاح، فضرب بذلك مثلاً في أدبيات الرياضة وأخلاق الرياضيين التي نحتاج إليها اليوم لمواصلة الارتقاء والعودة للمنافسة القارية على مستوى المنتخبات والأندية.
عام 2007 حين صعدت على منصّة اللجنة التنفيذية بالاتحاد الآسيوي في كوالالمبور اهتز جوالي فقلت لنفسي من الذي يتابع الجمعية العمومية والوقت صباحاً في السعودية، فأسرعت الخطى للكرسي وأخرجت الجوال فكان المتصل "أبا مساعد" كما يحب ونحب أن نسميه، فكان أول المهنئين وسمعت منه كلمات ستبقى وساماً على صدري وتاجاً على رأسي ما حييت لأنها جاءت من أحد أهم رموز الرياضة "شيخ الرياضيين".

تغريدة tweet:
في شهر رمضان قبل أربعة أعوام ودع المجتمع السعودي "شيخ الرياضيين" الذي حفر اسمه بحروف من ذهب في ذاكرة الوطن الذي لن ينسى أن "أبا مساعد" أحد أهم مؤسسي الحركة الرياضية وسيستمر ذكره العطر يملأ سماء الرياضة، ومن واجبنا أن نشكر للراحلين إسهاماتهم في بناء الوطن ولذلك كان لابد لي من وقفة أعلم أنها لن تفي "شيخ الرياضيين" حقه من الوفاء والعرفان، وعلى منصات الوفاء نلتقي.