لندن السعودية
عاتبني البعض لتمنياتي الصادقة بنجاح فكرة "السوبر السعودي في لندن" لأن ذلك يعني صحة القرار، والواقع أن القرار سيبقى خاطئاً لأنه حرم الجمهور الحقيقي من حضور المباراة بتحويل تكلفة حضورها من عشرين ريال إلى خمسة آلاف ريال كأقل عرض مقدم من مكاتب السفر والسياحة بالسعودية، ولكنني وقد قضي الأمر لا أريد "موت وخراب ديار". لذلك أتمنى من شركة "صلة" الرائدة في مجال التسويق أن تقوم بثلاثة أمور هامة لإنجاح الفكرة الخاطئة.
"تلبيس لندن" أو كما يقولون في عالم التسويق "City Dressing"، بمعنى أن تكتسي الشوارع بشعار البطولة والفريقين وكل ما يلفت نظر الناس للحدث، ولعل أشهر ما يميز "لندن" حافلاتها وسيارات الأجرة التي أتمنى أن تكتسي بالكامل بالإعلان عن "السوبر السعودي".
"الإعلان التحريري" وهو مصطلح إعلامي للأخبار المدفوعة الثمن والتي تقدمها الصحافة للشركات التي تشتري مساحات إعلانية، والقارئ الفطن يعلم أن بعض الأخبار الإيجابية عن شركات الاتصالات والبنوك والطيران والسيارات وغيرها هي إعلانات غير مباشرة كتبت بصيغة أخبار، ولذلك ننتظر أن تمتلئ الصحافة البريطانية بأخبار "السوبر السعودي".
"مسيرة البطل" تقليد أوروبي يجوب فيه البطل شوارع المدينة بحافلة مكشوفة يستعرض فيها النجوم بكأس البطولة، والفكرة أن يتم تجهيز الحافلة لتخرج بالبطل من الملعب محتفلاً بالفوز في مسيرة تغطي أهم شوارع "لندن"، وحافلة مماثلة تستقبل البطل في "الرياض" وتنقله من المطار إلى مقر النادي للاحتفاء بين الجماهير التي حرمت من حضور "السوبر السعودي".
تلك الأفكار تهدف لترك بصمة لهذا الحدث بدلا من تحويله فعلياً لحفلة يحييها "رابح صقر" ونجوم "الهلال والنصر" ولا يعلم عنها غير السائح السعودي في "لندن"، مع تمنياتي بأن تكون الإيجابيات أكثر من السلبيات من هذا القرار الذي أثار الكثيرين.
تغريدة tweet:
أكتب وقد تبقى أسبوعان على "السوبر السعودي في لندن" ولا يوجد ما يدل على أن هناك حدثاً ستحتضنه مدينة الضباب سوى أسئلة السائح السعودي عن التذاكر وأسعارها وكيفية الحصول عليها، في حين أعلن الاتحاد السعودي أن الهدف هو تسويق الكرة السعودية ونجومها في معقل كرة القدم ومهدها، وتحقيق هذا الهدف يحتاج لعمل كبير لم يبدأ بعد وأتمنى ألا يتأخر أكثر فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.. وعلى منصات التسويق نلتقي.