2015-08-26 | 02:30 مقالات

مدرب منتخبنا

مشاركة الخبر      

كتبت قبل شهرين مقالاً بعنوان "مدرب المنتخب" أكرره اليوم ونحن نسمع عن التوقيع هذه الأيام مع مدرب طال انتظاره منذ أيام دورة الخليج بالرياض شهر نوفمبر الماضي، ولن أعيد الخوض في مسببات التأخير التي تناولها المقال السابق ولن أذكركم باقتراحي لتسليم المنتخب للسويسري "قروس" حين كان الأهلي متردداً في التجديد معه، بل سأتحدث عن حالنا اليوم.
فبعد أن صعقتنا الأخبار بخبر التعاقد مع البرازيلي "باساريلا" ثم الهولندي "مارتن يول"، جاء الخبر بالتعاقد مع الهولندي "فان مارفيك" الذي قاد منتخب هولندا لنهائي كأس العالم 2010 وخرج خاسراً بسبب براعة الحارس الإسباني "كاسياس" الذي حرم المنتخب البرتقالي من فوز مستحق، وربما كانت أفضل محطات المدرب الذي غادر بعد معدل فوز تجاوز 65%، ولكنه انتقل لتدريب "هامبورق" الألماني في أسوأ محطاته التدريبية بمعدل فوز 23%.
تلك النسب تؤكد أن المدرب لا يتجاوز كونه الضلع الثالث في منظومة الفريق المكونة من الإدارة واللاعبين والمدرب، وعلينا أن ننظر إلى النسبتين أعلاه لنتساءل لماذا انتقل المدرب نفسه من نسبة فوز 65% إلى 23% وسنجد السبب في الضلعين الآخرين، ولذلك فإن تضافر جميع الجهود سيحدد النسبة التي يحققها "فان مارفيك" مع منتخبنا السعودي، وعلينا أن نسأله عن الفرق بين أجواء المنتخب الهولندي والنادي الألماني لنعرف مسببات التفاوت في نسبة الانتصار، ويقيني أن فارق إمكانات النجوم كان سبباً رئيساً في التفاوت لأن المدرب لا يملك عصاً سحرية، ولكننا في الوقت نفسه نعلم الفارق في حجم المنافسة التي خاضها المنتخب والنادي، ويبقى تحقيق مطالب المدرب وتعاون إدارة المنتخب والاتحاد والأندية معه مفتاح النجاح في المهمة الصعبة التي ذهب ضحيتها أكثر من خمسين مدرباً عبر تاريخ منتخبنا.

تغريدة tweet:
من أجمل الكتب الرياضية التي قرأتها قبل سنوات كتاب عنوانه الكبير: "ثاني أهم وظيفة في الدولة"، بينما كان العنوان الأصغر: "ولكنها بالتأكيد الوظيفة الأصعب"، وكان الكتاب يتحدث عن مدرب المنتخب الإنجليزي، وما زلت أتذكر عبارة ذكية بالكتاب تقول: "نصف الجماهير يعتقدون أنهم يفهمون أكثر من المدرب والنصف الآخر متأكدون من ذلك"، ولا أعتقد أن حال منتخبنا يختلف عن المنتخب الإنجليزي إن لم تكن وظيفة المدرب أهم وأصعب لأسباب تحتاج إلى مقال آخر، وعلى منصات منتخبنا نلتقي.