احتراف وكبسة وجريش
كتبت مقالاً قبل بداية الموسم الرياضي الحالي بعنوان (الصدمة في ملاعبنا) ذكرت فيه أن أكثر أنديتنا تقيم المعسكرات الخارجية في الدول الأوروبية لتوفر الأجواء المناسبة للأجهزة الفنية لتنفيذ برامجهم وخططهم الفنية واللياقية ونتابع أخبار فرقنا على التويتر واليوتيوب ومن خلال المراكز الإعلامية والكل يشيد بنجاح المعسكر وأن جميع الأمور الفنية تسير حسب الخطة المرسومة من قبل الجهاز الفني للفريق والجمهور يترقب بداية الموسم الرياضي بشغف.
ـ يبدأ الدوري ونصاب بصدمة للمستويات المتواضعة التي تقدمها فرقنا ونتساءل عن الأسباب فالبعض يبرر بأن البرامج اللياقية تكون بالتدرج ومستوى المعدل اللياقي يرتفع من مباراة لأخرى والبعض الآخر يقول إن اللاعبين لم ينسجموا مع بعضهم البعض لوجود عناصر جديدة في الفريق وللأسف لا نشاهد إلا عكاً كروياً داخل الملعب ويعجز المحللون في فك طلاسم هذا اللغز.
ـ وحسب وجهة نظري المتواضعة أعتقد أن فكر اللاعب السعودي لم يستوعب معنى الاحتراف الحقيقي فاللاعب يعود من المعسكر وكل الأمور الفنية والبدنية جيدة ولكنه يعود لممارسة حياته الطبيعية كشخص عادي في مجتمعنا يسهر في الاستراحات ويعود لنظامه الغذائي السابق (الكبسة ـ الجريش ـ القرصان) لأنه وللأسف لا يمتلك الوعي الصحي والغذائي كلاعب محترف ولا أهله في البيت يعرفون مدى أهمية النظام الغذائي والصحي له كلاعب ولهذا يفقد اللاعب الكثير من قوته البدنية لعدم استمراره على البرنامج اللياقي والغذائي ولهذا نشاهد أشباه لاعبين في ملاعبنا.
ـ وهذه هي الحقيقة التي شاهدناها من خلال الجولات الأربع الماضية حيث لم يظهر أي فريق بمستوى جيد ولهذا لا بد من عمل دراسة من قبل المختصين في الأندية والاتحاد السعودي لكرة القدم لمعرفة أسباب الخلل الفني داخل أسوار الأندية لتلافي ذلك مستقبلاً وذلك حرصاً على كرة القدم السعودية.
ـ سيعاني المنتخب السعودي لكرة القدم بسبب ضعف مخرجات الأندية لأن المقولة الرياضية الشهيرة (دوري قوي يعني منتخباً قوياً) وإن كانت النتائج التي يحققها منتخبنا إيجابية في المباريات الماضية للتصفيات التمهيدية لنهائيات بطولة كأس العالم 2018م وبدون مستويات فنية مطمئنة لأننا خلال المباريات المتبقية في هذه المجموعة سنقابل منتخبات قوية وعريقة مثل أستراليا واليابان والإمارات.
ـ شئنا أم أبينا تطور كرة القدم يبدأ بالاهتمام بالمراحل السنية وأعتقد أن أنديتنا ما زالت تدار بفكر الهواية وبلاعبين ونظام محترفين لأننا ما زلنا نعتمد على نظام الفزعة من أعضاء الشرف للحصول على نتائج وقتية لتحقيق البطولات بعيداً عن العمل المنظم الذي يبدأ بتأسيس اللاعب منذ الصغر وبالرغم من ذلك لم نبدأ خطوة الألف ميل.