2017-02-25 | 04:39 مقالات

علمتني كوالالمبور

مشاركة الخبر      

قبل عشر سنوات تعرفت على كوالالمبور، بعد أن اختارني الأميران سلطان بن فهد ونواف بن فيصل خلفاً للمغفور له بإذن الله عبدالله الدبل، فدخلت المكتب التنفيذي بدون انتخابات، وبدأت التعرف على أحوال الكرة الآسيوية ورجالاتها، ثم دخلت الانتخابات 2011، وفزت بفترة ثانية، أعلنت قبل نهايتها عدم النية للترشح لفترة ثالثة، تاركاً المجال للعزيز أحمد عيد، فانقطعت علاقتي بكوالالمبور عام 2015، وعدت لها اليوم لأتعلم منها الجديد والمفيد مرة أخرى.

 

علمتني كوالالمبور أن الوفاء من أجمل صفات الرياضة والعمل فيها، فرغم الغياب الطويل إلا أنني شعرت فور وصولي للمطار، بأنني بين أهلي وأحبابي، حيث الترحيب والتقدير والذكريات والعبارات التي جعلتني أشعر بمكاني في قلوبهم، بداية من رئيس الاتحاد الشيخ سلمان الخليفة، الذي كان سبب حضوري بدعوة كريمة منه، تؤكد تقدير الرجل للرجال الذين عملوا معه، ومروراً بأمين عام الاتحاد داتو ونسور الخبير بشؤون آسيا والفيفا، والذي يجيب على اتصالي في أي وقت، وكأنني ما زلت عضواً باللجنة التنفيذية، ووصولاً إلى مسؤول الاستقبال في المطار "سام"، الذي سألني عن رفيق الدرب "محمد النويصر" كدليل إضافي على الوفاء.

 

علمتني كوالالمبور أن العلاقات تبنى على المدى الطويل وفي جميع الأوقات، ولذلك كنت أرى المميزين في العلاقات العامة، يحضرون إلى مقر الاتحاد الآسيوي قبل الاجتماعات بأيام، يمدون خلالها جسور التواصل مع الآخرين، ويستمرون في الاتصال والسؤال طوال العام، خاصة في المناسبات الدينية والوطنية والشخصية، وبذلك يحتلون مكانًا في قلوب وعقول الآخرين، فيجدون أثر ذلك حينما يحتاجون إلى صوتهم في انتخابات أو قرارات، ولذلك يفوزون دائمًا.

 

تغريدة tweet:

علمتني كوالالمبور أن بناء النهضة يعتمد على ركيزتي القضاء على الفساد وتطوير التعليم، وقد لفت نظري أن مهندس النهضة الماليزية "مهاتير" سمى نهضته "قفزة الضفدع"، لأنه الحيوان الوحيد الذي يقفز عشرة أضعاف طوله، وقد استطاع أن يتفوّق على غيره من السياسيين والإداريين، من خلال تطوير التعليم والحد من الفساد، فقفزت ماليزيا لمرتبة متقدمة في جودة التعليم، حتى أصبحنا نبتعث شبابنا للدراسة فيها، كما أن المطر لم يتوقف منذ وصولي، ولكن حركة المرور استمرت بالانسيابية ذاتها، لأن الشوارع خالية من المستنقعات، والأنفاق لم تتأثر بكمية الأمطار، وتذكرت لقائي بالأمير محمد بن سلمان ليلة الميزانية، حين قلت له: إن ماليزيا وسنغافورة وتركيا وغيرها من نماذج النهضة السريعة، بدأت بالحد من الفساد وتطوير التعليم، فوعد الحاضرين بأن خطة التحول 2020 ورؤية 2030 تعتمدان على الركائز نفسها وأكثر، وبشرنا بمستقبل أفضل.. وعلى منصات التعلّم والتطوّر نلتقي.