ناشئ كرة القدم واختبارات الانتقاء
تحقيق النتائج والمستويات الرياضية العالية من أهم مظاهر التقدم العلمي لأي دولة ودليلا على رقيها، والمتابع للجهود المتميزة والحراك القوي الذي يقوم به الاتحاد السعودي لكرة القدم فيما يتعلق باختيار وانتقاء أفضل اللاعبين في رياضة كرة القدم من قاعدة عريضة من الناشئين الموهوبين الذين لديهم الاستعداد الرياضي ينبئ بمستقبل زاهر للعبة، كما أن التنسيق مع معلمي التربية البدنية بالمناطق يوحي بفكر جيد طال انتظاره، واختيار الخامة المناسبة لممارسة رياضة كرة القدم هي أولى خطوات النجاح في هذا المجال، وهي التي تتيح فرصة أكبر للوصول إلى الهدف المنشود الذي ينشده الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهذا لا يتأتى إلا عن طريق انتقاء الناشئين على أسس موضوعية سليمة واختيار منتخب الآمال أو المستقبل السعودي لا يعتمد على الموهبة الرياضية فقط ولكن أصبح قائماً على الأسس العلمية والانتقاء الجيد والتدريب المستمر لأن الاختيار الخاطئ يعتبر إهدارا للوقت والإمكانات والأموال. وعلى حد علمي بأن اللجنة المكلفة بانتقاء الموهوبين في رياضة كرة القدم في السعودية برئاسة الكابتن خميس الزهراني تعتمد على تجميع جميع الناشئين المرشحين من قبل المعلمين من المدارس ثم يتم إجراء تقسيمة لهم داخل الملعب لوقت محدد ويقوم خبير اتحاد الكرة بانتقاء اللاعبين مباشرة من خلال هذه الوضعية.
واستغربت عدم الاستفادة من تجربة الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة الذي وضع آلية علمية لانتقاء الموهوبين وأول من بارك له ذلك اتحاد الكرة بترشيحه الخبيرين ناصر الجوهر ومحمد الخراشي للانضمام للجنة وانتقاء الناشئين وخاصة في المراحل الأولى يجب أن يراعى التركيز فيها على الصفات البدنية، حيث ثبت من البحوث الرياضية والملاحظة الموضوعية الميدانية أن عدم كفاية نمو أحد هذه الصفات لدى الناشئين غالباً ما يكون عائقاً أمام تحقيق مستوى جيد وخاصة عند تطوير القدرات البدنية الخاصة برياضة كرة القدم، فتعتبر القدرات البدنية أحد المحددات الهامة لعملية الانتقاء والتي يجب توافرها لدى الناشئين حتى يسمح لهم ذلك بتطبيق المهارات الحركية بشكل جيد حيث يشير (كير شينز) أن القدرات البدنية تعتبر حلقة الوصل ما بين المعرفة والمعلومات من جانب والمهارات من جانب آخر وبدونها لن يستطيع الناشئ إدراك وتطبيق الأداء الحركي والمهاري بمستوى جيد، حيث تمثل القدرات في المرونة والقوة المميزة بالسرعة والقوة الانفجارية والتحمل والتوافق والرشاقة والتوازن والتوافق وسرعة التردد الحركي والتي تتكامل مع بعضها لإتمام وإنجاز الحركة المؤداة بمستوى جيد.
وحتى لا يذهب عمل اتحاد الكرة سدى، ولأنه قد بذل كل ما في وسعه للانتقاء من أكبر قاعدة في السعودية من مختلف مناطق السعودية وفي خطوة جريئة وجادة ومدعومة مالياً ومعنوياً وإعلامياً بطريقة غير مسبوقة فإنه حري بالقائمين على المشروع إيجاد وسيلة موضوعية تقيس وجود هذه القدرات البدنية ومستواها لدى الناشئين وإيجاد مجموعة من الاختبارات والمقاييس المقننة علمياً والملائمة للمرحلة السنية للناشئين، حيث تعتبر من العوامل الأساسية التي يجب الاسترشاد بها خلال عملية انتقاء الناشئين في رياضة كرة القدم والتنسيق التام والعاجل مع الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضية وجعله كمستشار في هذا الجانب وضم الكابتنين ناصر الجوهر ومحمد الخراشي للمشروع لما يملكانه من خبرة ودراية في هذا المجال.