2008-08-20 | 06:00 مقالات

صناعة البطل

مشاركة الخبر      

أعترف بأنني أكبر جاهل في الألعاب المختلفة ولا أعرف عنها أي شئ، والاعتراف بالحق فضيلة حتى وإن كنت قد تربيت وترعرعت في نادي الشباب، حيث لم يسبق لي أن دخلت الصالة المغلقة المخصصة للألعاب المختلفة في النادي من أجل متابعة مباراة لأحد فرق النادي إلا مرة واحدة وكانت مباراة لفريق الطائرة وأذكر إني قلت لأحد اللاعبين (زر عليه).
ـ ولأننا عشقنا كرة القدم منذ الصغر ولم نكن نعرف عن الألعاب الأخرى أي شئ، حتى مدرس التربية البدنية في المدرسة كان يرمي الكورة علينا ويقول: العبوا بس بدون إزعاج، ويهددنا ويقول(ترى أللي بيسوي إزعاج بخلي أذني وأذنيه أربع) إلى أن ينتهي درس الرياضة ونعود للفصل.
ـ بدأت المقال بهذا الاعتراف لأنني عود من حزمة هذا المجتمع، ولتخفيف حدة الانتقاد على اللاعبين السعوديين المشاركين في أولمبياد الصين، الذين أعتبرهم أبطالاً من خلال مشاركتهم وتأهلهم لهذا الأولمبياد العالمي، ويجب علينا أن نكون واقعيين في طرحنا الإعلامي ونعرف أين موقعنا في خارطة العالم في المجال الرياضي.
ـ ونبدأ من حيث انتهى الآخرون، فخطوة الألف ميل تبدأ من خلال التخطيط بعيد المدى ورسم الأهداف التي نسعى للوصول إليها، ولن تتحقق الأهداف والخطط والبرامج دون وضع خطة لنشر الوعي الرياضي داخل المجتمع السعودي وخاصة في المدارس الابتدائية والمتوسطة، وهذا دور اللجنة الأولمبية السعودية والاتحادات الرياضية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
ـ أما أن ننتقد أبناءنا المشاركين ونحن نعرف أننا لم نقدم لهم قاعدة وفكراً رياضياً واعياً يبدأ من البيت والمدرسة والنادي، وبدون دعم ومشاركة فاعلة من القطاع الخاص.. فهذا ظلم، خاصة إذا عرفنا أن نسبة كبيرة من شرائح مجتمعنا السعودي لا يعرفون الفرق بين اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية، وماهي العلاقة التي تربط اللجنة الأولمبية بالاتحادات الرياضية المختلفة.
ـ وأعتقد أن بعض أساتذة التربية البدنية غير المرتبطين بالاتحادات الرياضية لا يعرفون ماهي اللجنة الأولمبية، لهذا فإنني أقترح أن يكون للجنة الأولمبية السعودية موقع على الإنترنت للتعريف بدور اللجنة الأولمبية، وأن يكون داخل الموقع عنوان للتواصل مع أساتذة التربية الرياضية لاكتشاف المواهب المدفونة من أبنائنا الطلاب.
ـ ولكن يشترط تفاعل الاتحادت الرياضية مع أساتذة التربية الرياضية في المدارس لصناعة البطل السعودي، بالإضافة إلى أننا بحاجة ماسة لاستقطاب خبراء متخصصين في الألعاب الرياضية المختلفة والتركيز على أبنائنا الصغار وإجراء عمليات قياس للطول والمواصفات البدنية في المدارس، لتوجيه اللاعب للعبة المناسبة له كماهو معمول به في الدول المتقدمة في هذا المجال.