أبطال لم يولدوا بعد
لست من عشاق الألغاز ولا من هواة الأفكار والأفلام الخيالية، ولكنني اعتدت أن أكون واقعياً ومؤمناً بالتخطيط المسبق لعدة سنوات، وإن كانت هذه الخطط والبرامج للأجيال المقبلة أو لأبطال لن نراهم ولم يولدوا بعد، ولهذا فإنني أعجبت بالعمل الجبار والفكر الرياضي المتطور الذي ينتهجه اليابانيون الذين يخططون للحصول على بطولة كأس العالم للمنتخبات عام 2050 م بعد (42) سنة.
ـ ذكر هذه المعلومة السيد/ امتياز المحاضر المعتمد من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في الدورة التي عقدت في الرياض لمديري وإداريي الأندية وهو يتحدث عن أهمية التخطيط بعيد المدى الذي نفتقده كثيراً في حياتنا العامة كمجتمع، حيث لا نؤمن بالتخطيط المسبق ونحن في الأندية جزء من هذا المجتمع الذي لا يمتلك ثقافة التخطيط والتنظيم.
ـ أما داخل أسوار أنديتنا فحدث ولا حرج، فالشعار المطبق من قبل الجميع (الأولوية للفريق الأول) ولهذا فإنني عندما استمعت إلى المحاضر وهو يتحدث عن الخطط والبرامج المستقبلية التي أعدتها اليابان تنهدت كثيراً وقلت بيني وبين نفسي (الله يلحقنا خير) لأن الوضع لا يسر، فالكل مشمر عن ساعديه لتحقيق بطولة أو نجاحات شخصية تسجل باسمه لهذا الموسم الرياضي.
ـ قبل سنوات قليلة كنا نقول إن اليابان سبقتنا وهي التي كانت من أضعف المنتخبات الآسيوية، وبالأمس القريب فرحنا بفوزنا المتعسر على أندونيسيا المتواضعة فنياً في بطولة كأس آسيا الماضية واليوم الإمارات الشقيقة تفوقت علينا في المراحل السنية (الشباب والناشئين)، لا ندري ماذا يخبئ لنا المستقبل إذا استمررنا نركز على الفريق الأول في غالبية أنديتنا وأهملنا القاعدة.
ـ لا يوجد نجاح أو تطور للمنتخبات الوطنية بدون دوري قوي ولا يوجد دوري قوي يخرج لاعبين على مستوى عال جداً بدون برنامج مسابقات منظم وثابت لعدة سنوات مقبلة ولن يحقق اللاعب السعودي نجاحات بدون تكثيف عدد المباريات التي يلعبها اللاعب في المراحل السنية (البراعم والناشئين والشباب) لكي يصل الفريق الأول وهو حافظ دوره بشكل كامل داخل الملعب.
ـ ولهذا سيبقى الحال كما هو عليه إلى أن نبدأ في اتخاذ الخطوات الصحيحة، وأنا لا أتحدث عن صناعة صاروخ أو شيء خارق، فالعالم أصبح قرية صغيرة.. وكل ما أتمناه أن نبدأ خطوة الألف ميل.