العابد هل يكون (محيسن) آخر ؟
كان أبرز صفات رمز التدريب السعودي الكابتن خليل الزياني الجرأة في اتخاذ القرارات الحاسمة وتحمل تبعاتها مهما بلغت درجة خطورتها، وكان قراره التاريخي بوضع النجم الخلوق محيسن الجمعان بجانب الأسطورة ماجد أحمد عبدالله وشايع النفيسة لقيادة خط هجوم الأخضر في التصفيات الأولمبية المؤهلة للوس أنجلوس من القرارات التي لا تنسى في مشوار منتخبنا عبر مشاركته الطويلة فقد كان الجمعان البطل الحقيقي والنجم الأول في كل المباريات لتطلق عليه الصحافة السنغافورية والآسيوية لقب الكوبرا.
ـ أعرف أن محيسن كان صاحب إمكانيات فنية خارقة فسرعته وخطواته الواسعة في الطرف الأيسر كانت تضع الفارق بينه وبين منافسيه فتجعله ينقل الكرة من الدفاع للهجوم في وقت قياسي وهذه المميزات لم تتوفر عند كل من حاول تقليده رغم ظهور الكثير من النجوم التي خدمت أنديتها والمنتخبات لكنها عجزت أن تعوض غياب الكوبرا الذي فرض نجوميته في سن مبكرة فتفوق كثيراً على أصحاب الخبرة.
ـ حكاية الزياني والجمعان التاريخية في الملاعب القارية يشاهدها المتابعون الرياضيون تكررت بين خوسيه بسيرو والنجم (اليافع) نواف العابد فالمدرب البرتغالي وضع كامل ثقته فيه ليكون الورقة الرابحة له في كأس آسيا الذي أزف موعدها في دوحة قطر في السابع من يناير الجاري.
ـ العابد المصنف أولمبيا مع الهلال حرص بسيرو ولحضور إحدى مباريات الفريق الأزرق في كأس الأمير فيصل بن فهد للاطمئنان على جاهزيته البدنية والفنية قبل الإعلان عن القائمة النهائية وبعد أن تأكد أي بسيرو أن نواف (تعافى) من إصابته كان أول الحاضرين في معسكر الدمام فقاد الأخضر للفوز على البحرين في المنامة ليعوض جزءا من الخروج المونديالي على يد الفريق الأحمر الخطير.
ـ لست مع من يقول إن قيمة وأهمية المونديال الآسيوي تفوق مهارات العابد، وخبرته المتواضعة فكرة القدم ومعتركاتها الشرسة يخرج من رحمها النجوم الذين يوزعون بمواهبهم الفرحة على عشاقهم ويرفعون أعلام بلادهم على هام السحب فماجد عبدالله انطلقت نجوميته في الملاعب الإيرانية والجمعان في سنغافورة.
ـ اعتزل ماجد ومحيسن وبقية زملائهم ممن صنعوا الماضي المجيد لكرتنا السعودية وتركوا الساحة للجيل الجديد لإكمال المشوار وفي رصيدهم ثلاث كؤوس آسيوية ومثلها في مركز الوصافة والأمل يراود الأمة في كل شبر من أرضنا الطبية بأن يعود ياسر وناصر ونواف ووليد وكريري وبقية الكوكبة المختارة باللقب الرابع وتعويض إخفاقات الأعوام السبعة الماضية يتكرر مشهد الإمبراطور النعيمة والفيلسوف الثنيان وهما يرفعان الكأس في سنغافورة والدوحة وأبو ظبي أعوام (84 و88 و96م).
وقفة
ـ حملة إعلامية كبرى منظمة ودقيقة جندت فيها كل الطاقات لمحاربة النصر يقابلها صمت رهيب من كافة أعضاء الشرف ومن مركزه الإعلامي الضعيف وكل هذا بسبب التطور الفني الذي تشهده فرق كرة القدم التي هزمت النادي الغالي بثلاثة وخمسة والرقم مرشح للزيادة لتبدأ معها خطة تحطيم مثل هذه المشاهد بالهجوم على كل ما هو نصراوي.
إلى اللقاء الاثنين المقبل