غابت الروح فغاب الزعيم
كان الشاعر العربي والأديب السعودي الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس الهلال أفضل من شخص حال فريقه في مواجهة الغرافة عندما قال في شفافية عالية وروح رياضية لا مثيل لها أن الفريق القطري كان الأفضل والأجدر وأن توفيق الله أنقذ الهلال من الخروج من البطولة الآسيوية بطريقة مأساوية بعد أن قدم اللاعبون مباراة كوارثية لا تليق بحجم الإنجازات التي تحققت للفريق العاصمي الكبير في السنوات الأخيرة.
ـ من وجهة نظري كانت هناك عدة عوامل لتدهور الأداء الفني الهلالي أولها غياب الثنائي خالد عزيز ورادوي حيث فشل الغنام والبرقان والفريدي في تعويضه فظهرت الخطوط مفككة ومتباعدة فكثرت الثغرات في الدفاع لينكشف المرمى الهلالي ليونس محمود عدة مرات فكادت الأهداف (الغرافاوية) تصل على رقم مروع لكن استعجال ورعونة المهاجم العراقي الملقب بالسفاح أضاعتها رغم تقديمه مباراة بطولية، وثاني الأسباب إصرار المدرب جيريتس على إجبار الحارس الدولي السابق وعميد لاعبي العالم محمد الدعيع على الاعتزال فالعتيبي كان نقطة ضعف واضحة فتوالت الأهداف في شباكه دون أن يحرك ساكنا، أما ثالثها فكان في غياب الروح فروح الفانلة الزرقاء لم تحضر إلا في الدقائق الأخيرة ليأتي الإنقاذ ليعطي مؤشراً أن البطولة القارية مكتوبة للفريق الأزرق خاصة إذا واصل الحظ حضوره في اللحظات الحاسمة.
ـ الغرافة الذي قدم نجومه مباراة لا تنسى لم ينل الإشادة الكافية وتحديدا من الإعلام المحسوب عليه، خاض المواجهة مع المرشح لنيل اللقب وبفرص شبه معدومة بعد أن سمح اهتزاز مرماه ثلاث مرات في الرياض استبدل عرضه المهزوز والمخجل بمستوى فني رهيب ومثير فاستطاع العودة وسجل في الأوقات الأصيلة ثلاثة أهداف وأضاع مثلها ثم عاد يونس محمود وكرر هوايته مسجلا الهدف الرابع، هذا الأداء المبهر تجاهله الإعلام الفضائي المحسوب على الفريق القطري و(راحوا) يهاجمون المدرب على التصرف الذي بدر منه وهو بالمناسبة تصرف لا يمكن قبوله ويتنافى مع الروح الرياضية لكنه كان ردة فعل لفعل غير جيد بدر من الحكم البديل الأردني محمود موسى الذي أفسد المباراة بعد أن تحول من حكم رابع إلى حكم ساحة بعد الإصابة التي لحقت بالحكم الأساسي الذي أكد أن القارة الآسيوية لا يوجد بها حكام جيدون وأن يوسف السركال رئيس لجنة الحكام غير قادر على النهوض بالتحكيم القاري فكيف يتم إسناد مباراة مهمة لحكم غير جاهز لياقيا وبدنيا وصحيا يا يوسف وإلى متى ستستمر مجاملته.
ـ كنا ننتظر من الإعلام المحسوب على الغرافة أن يشيد بالفهود وهم يقدمون ملحمة بطولية لكن الإشادة جاءت من مسؤولي الهلال فقد أكد الأمير عبدالرحمن بن مساعد أن الغرافة فريق كبير وأن له ركلة جزاء لم تحتسب، وقال سامي الجابر وجيريتس وأسامة هوساوي أن الهلال خطف بطاقة التأهل للدور نصف النهائي بـ(معجزة) لا تكرر كثيراً في ملاعب الكرة وهذا يؤكد مثالية الصوت الهلالي الرسمي، الذي أتمنى أن تصيب (عدواه) بعض إعلاميه وكذلك بعض الفضائيين المحسوبين على الغرافة الذين تجاهلوا العمل الجبار الذي قام به الجهاز الإداري والفني واللاعبون لكنني حتى الآن لم أجد تفسيرا لهذا التجاهل المرير والمؤلم .