ديربي جدة المثير وفوز التعاون الكبير
ـ كان الحضور الجماهيري لمباراتي الاتحاد والأهلي والرائد والتعاون العلامة البارزة في الجولة الخامسة من دوري زين للمحترفين، فقد ساهم في ارتفاع المردود الفني عند اللاعبين وشاهدنا لقطات مثيرة وأهدافاً متنوعة وتحكيماً دولياً مميزاً، وتحديداً من خليل جلال الذي كان أحد نجوم ديربي القصيم بقراراته الجريئة والشجاعة، فلن يتردد المونديالي من احتساب ركلتي جزاء الأولى لبرازيل القصيم نجح المهاجم المؤهل والهداف (الملهم) محمد الراشد من هز شباك الخوجلي بعنف في حين فشل الدولي السابق طلال المشعل في استثمار الفرصة التي سنحت له بعد أن نجح الحارس التعاوني الثنيان في التصدي لتسديدة المشعل الضعيفة، حيث صوبها ببرود شديد وعدم مبالاة مهدراً إنقاذ رائد التحدي من تلقي الهزيمة الأولى التي جاءت على يد المنافس اللدود والدائم.
ـ الرائد الفريق الكبير لم يكن يستحق الخسارة، فمدربه عطل النجوم بوضعهم في مقاعد البدلاء، فموسى الشمري تأخر في إشراكه والغوينم وعبده حكمي غابا عن الظهور في الديربي.. حتى ركلة الجزاء التي جاءت في الدقائق الأخيرة كان بطلها الشمري الذي بذل مجهوداً خرافياً لدخول منطقة الجزاء ليتعرض للسقوط، وكان من الواجب إسناد مهمة تنفيذها للاعب رائدي آخر غير المشعل الذي يبدو أنه لم يدخل في أجواء المنافسة ولا يعرف معنى أن يتعرض الرائد للهزيمة من التعاون، ولو قدر أن قام بتنفيذها الشمري لتغيرت نتيجة اللقاء، وكان الرائد خرج على الأقل بالتعادل الذي يستحقه، لكن هذا لا يعني أن التعاون لم يكن جيداً، فالفريق الأصفر قدم مباراة رائعة وأنه يسير في الطريق الصحيح بفضل الاهتمام الكبير من رئيسه المهندس الخلوق محمد السراح الذي نجح في بناء فريق مميز يقدم المتعة الكروية فصفق كل محبي كرة القدم لهم.
ـ أترك ديربي القصيم وأتحدث عن منازلة الاتحاد والأهلي، فقد أكد نادي الوطن أنه يملك مجموعة من اللاعبين من العيار الثقيل ومن خلفهم مدرب بارع وخبير يعرف كيف يوظفهم ويستفيد من إمكانياتهم في صالح الفريق، كما أن البرتغالي جوزيه مانويل يجيد قراءة المنافسين ولديه القدرة على عزل اللاعبين عن المشاحنات الإعلامية والزوابع الشرفية التي لا تهدأ داخل البيت الأصفر، فقدم الاتحاديون بثوب جديد ورائع، فشاهدنا العميد يحصل على العلامة الكاملة في الخمس مباريات الماضية، بعد أن تمكن من فرض أسلوبه على الفريق المقابل بفضل وفرة النجوم، خاصة في الوسط والهجوم، فكريري والنمري وزيايه والهزازي أدوارهم مؤثرة، أما الثنائي البرتغالي الذي أحضرهم المدرب الكبير فقد حول الجهة اليمنى من نقطة ضعف إلى قوة لايستهان بها، فتحول الصداع الاتحادي الدائم إلى شلالات فرح بفضل المجهود الخرافي للثنائي البرتغالي صاحب المهارة العالية واللياقة المرتفعة والروح الجميلة، فزادت من قوة الفريق الذي أصبح المرشح المفضل عند الجميع للعودة للقب رغم أن هذا الترشيح فيه الكثير من الاستعجال، فالدوري طويل وما يزال في بدايته ومن الصعوبة بمكان القول الاتحاد أو الهلال أو غيرهما سينال المركز الأول ـ فكرة القدم أسرارها كثيرة ـ ومفاجآتها عديدة وأحداثها متقلبة، لكن إذا أراد الاتحاد العودة للقبه المفضل الذي خسره في العام الماضي فعليه التركيز وعدم التفريط في النقاط المضمونة نسبياً وهزيمة الأزرق في الكلاسيكو المقبل.